-->

قصة : والله لولا أني أعلم أنك صادق لقتلتك !


هذه القصة من الزمن الجميل ، يوم أن كنا عظاماً ، يوم أن كان العالم من حقه أن ينتقد الخليفة كما ينتقد أي شخص مخطئ ، وكان الخليفة يتعظ ويعتبر مهما كان في النصيحة أو الإنتقاد غلظة ، ولم يكن العالم مسيراً من السلطان إن أراد له أن يقول شيئاً قاله ، قصة حصلت في زمن خلافة أبي جعفر المنصور


عن محمد بن علي قال‏:‏ إنى لحاضر مجلس المنصور، وفيه ابن أبي ذئب ، وكان والي المدينة الحسن بن زيد ،
فأتى الغفاريون فشكوا إلى أبي جعفر المنصور شيئاً من أمر الحسن بن زيد ،
فقال الحسن‏:‏ يا أمير المؤمنين ، سل عنهم ابن أبي ذئب‏ .‏
قال‏:‏ فسأله عنهم ،
فقال‏:‏ أشهد أنهم أهل الحطم فى أعراض الناس‏.‏
فقال أبو جعفر‏:‏ قد سمعتم‏؟‏
فقال الغفاريون‏:‏ يا أمير المؤمنين، فسله عن الحسن بن زيد‏.‏
فسأله، فقال‏:‏ أشهد أنه يحكم بغير الحق ‏.‏
فقال‏:‏ قد سمعت يا حسن ‏.‏


قال يا أمير المؤمنين، سله عن نفسك‏.‏
فقال‏:‏ ما تقول في‏ّ؟‏
قال ‏:‏أويعفينى أمير المؤمنين‏؟‏
فقال والله لتخبرنى‏.‏
فقال أشهد أنك أخذت هذا المال من غير حقه ، وجعلته فى غير أهله‏.‏
فوضع يده فى قفا ابن أبى ذئب،
وجعل يقول له‏:‏ أما والله ولا أنا أخذت أبناء فارس والروم والديلم والترك بهذا المكان منك‏.‏
فقال ابن أبى ذئب‏:‏ قد ولى أبو بكر وعمر فأخذا بالحق وقسما بالسوية، وأخذا بأقفاء فارس والروم،
فخلاه أبو جعفر ، وقال ‏:‏ والله لولا أنى أعلم أنك صادق لقتلتك ،
فقال‏:‏ والله يا أمير المؤمنين إنى أنصح لك من ابن المهدي‏.‏