-->

طالب قال لأستاذه يا أبي فغيرت هذه الكلمة الكثير



يروي أستاذ لغة عربية أغرب قصة حصلت معه
يقول أنه كان يتجول بين الطلاب ليصحح لهم وظيفتهم
يقول ولما انتهيت منهم وكنت أحمل سبحة لا تفارق جيبي
شعرت بمن يعبث بالسبحة التي في جيبي
لم ألتفت خلفي ولكن اختلست نظرة


فوجدت طالباً يلعب بالسبحة ويبتسم ابتسامة بريئة
أخرجت السبحة من جيبي ووضعتها على مقعده
وأكملت الشرح
ثم طلبت من الصغار أن يتجهزا لوقت الفسحة
لمحت الصغير فإذا به يدعك السبحة بقوة بين يديه ثم يشمها
قرع الجرس وخرج الأطفال وظل الطفل جالساً في مكانه
شغلتني قصته فقد شعرت بأنه يفتقد شيئاً عزيزاً أو أهمه أمر خطير
يقول لاحظ الطالب أنني لا زلت في الفصل
فتقدم إلي وقال أبي ... عفواً " أستاذ سبحتك "
مددت يدي لآخذ السبحة فقال الطالب أنا أحبك يا أستاذ
وسارع في الخروج من الفصل



خرج من الفصل وبدأت أفكر في تصرفاته
وقررت أن أعرف السبب ورائها
قابلت وكيل المدرسة وسألته عن ملفات الطفل
فأعطاني ملفاته وأثناء مراجعتي لها
علمت أن هذا الطفل قد حرم أباه قبل أن يبدأ العام الدراسي بأسبوع
وأنه أرادني بديلاً لوالده
وبالفعل قبلت بدور الأب وتكفلت هذا الطفل بدأت أعززه في دروسه
وأسأل الأساتذة الآخرين عنه
وأهتم به
وأذكر أن أحد زملائه ضربه في أحد الأيام
فجاء لغرفة المدرسين يبكي ويسأل عني
وعندما وجدني قال لي فلان ضربني وكانت عليهم حصة رياضة
يقول قلت مسرعاً ما عنده حق
وذهبت معه لأرى هذا الطالب
قال لي أحسب لنا بلنتي
يقول قلت له أبشر
وبالفعل طلبت من مدرس " التربية البدنية " أن يحتسب بلنتي للفريق
فرفض وقلت له الأمر ضروري وقبل المدرس وأعطاني الصافرة واحتسبت البلنتي
يقول أعلنت بلنتي وسدد صغيري الكرة
صغيري الآن يدرس في السنة الثالثة في كلية الآداب قسم اللغة العربية
لقد علمني التربية بأفضل مما قرأتها
لقد جعلني أجسدها بالفعل
لقد غير حياتي وجعلني أهتم بطلابي كما أهتم بأطفالي
لن تتخيلوا كم كان هذا الموقف مؤثراً في تغير حياتي
شكراً لك يا ماجد