-->

  على الكسار الكوميديان العظيم الذي عاش ثريا ومحبوبا من الآلاف ومات فقيرا ووحيدا


ولد الفنان علي الكسار في يوم 13 من يوليو سنة 1887 في حي السيدة زينب وكانت أسرته من الأسر المصرية الفقيرة. عشان كدة متعلمش وكان أمي واتجه للعمل مع والده الي كانت مهنته سروجي. ولكنه ترك المهنة دي بعد فترة قصيرة من العمل فيها، وقرر إنه يعمل كمساعد طباخ. وقدر في الوقت ده انه يتعرف على مجموعة من العمال النوبيين وخلقت بينهم علاقة صداقة وطيدة وده كان السبب في إتقانه لغة النوبيين وأسلوبهم في الحديث. 

وفي سنة 1908 قرر على الكسار إنه ينتقل إلى العمل بالمسرح وتوجيه حياته للفن بعد ما انضم لفرقة "دار التمثيل الزينبي" وكان اول دور يلعبه الفنان الكوميديان على المسرح هو دور شخصية بربرية ساذجة في مسرحية "حسن أبو علي سرق المعزة" 

وفي أثناء عرض المسرحية دي قدر على الكسار غنه يجذب انتباه المؤلف أمين صدقي الي كان مسؤول عن تأليف مسرحيات العظيم نجيب الريحاني. وشاف المؤلف إن موهبة على الكسار هتكون مناسبة جدا ومتألقة في الكوميديا لدرجة تنافسها مع مسرح الريحاني. وبالفعل اتفق مع الكسار واستأجروا مسرح وكونا فرقة مسرحية قدروا من خلالها إنهم يقدموا اول عمل مسرحي وهو "القضية رقم 114" وشاركته فيها الفنانة الكوميديانة مريم منيب الي كانت في وقتها لم تتعدى 14 سنة.

وفي الفترة دي لمع اسم الكوميديان علي الكسار وسط الناس، وبقى نجاحه مساوي لنجاح نجيب الريحاني. لكنه كان بيقدم مسرحيات تنتمي لكوميديا "الفودفيل" -وهي مسرحية مكونة من فصول منفصلة أو متصلة بتمتزج معها الموسيقى أو العروض غنائية. 

والمثير في مسرحياته انه تبنى شخصية واحدة واتبنى عليها كل قصص كسرحياته المختلفة وهي شخصية "البربري عثمان" والي قدر من خلالها إنه يحقق نجاح وشعبيه جماهيرية كبيرة لدرجة إنه فضل محتفظ بيها في تصويره لأفلامه السينمائية الي حققت نجاح كبير زي مسرحياته.  

والي كتير مننا ميعرفوش إن الفنانة زكية إبراهيم الي كانت دايما بتأدي دور حماته في أفلامه السينمائية كانت بتحبه حب جنوني وتغاز عليه جدا من الممثلات الشابات. وقالت إن أكثر ما جذبها فيه هو بساطة شخصيته في السينما والواقع. واكبر دليل على ذلك إنه استمر في المعيشة بحي السيدة زينب في منزله البسيط حتى بعد تحقيقه للشهرة. ولم ينتقل للمعيشة في حي شبرا إلا في أواخر أيامه. بالرغم من إنه في وقت شهرته نال لقب حضرة صاحب الرفعة.. الوجيه علي أفندي الكسار" في العصر الملكي. 

ولكن للأسف مع مرور الوقت وظهور فنانين كوميديا شباب زي إسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري تراجع مسرح على الكسار واضطر إنه يقبل أدوار ثانوية في أفلام مختلفة. حتى اختفى تماما من الوسط وأصبح من الفقراء وأصيب بالسرطان في البروستاتا ومات في مستشفى القصر العيني فقيرا ووحيدا لا يسأل عنه أي أحد.