قصة شجرة الدُر : من هي …؟ كيف عاشت …؟ و من قتلها …؟ موضوع مختصر عن حياتها


من هي شجرة الدر - موضوع عن شجرة الدر
رسم تخيلي لشجرة الدر



من هي شجرة الدر : 

امرأة بدلت وجه التاريخ وغيرته، فرغم كونها جارية إلا أنها لم تكن كباقي الجاريات، فقد تميزت بجمال وفطنة وذكاء خارق وحاد،إضافة لكونه متعلمة، تجيد الكتابة والقراءة دخلت شجرة الدر والتي توفيت في عام 655 للهجرة التاريخ من أوسع أبوابه،وهي شجرة الدر الصالحية، التي كان أصلها من جواري الملك الصالح نجم الدين أيوب، حيث قام نجم الدين بشرائها في أيام والده، فحظيت عنده، وأنجبت له من الأولاد ابنه خليل،فأعتقها وتزوجها.
...
كانت شجر الدر مع نجم الدين أيوب في البلاد الشامية،عندما كان مستولياً على الشام مدة طويلة ومن ثم عندما انتقل إلى مصر وتولى السلطة فيها لقي السلطان “الصالح أيوب” ربَّه متوفياً في ليلة النصف من شعبان (سنة 647هـ) وحينها كانت القوات الصليبية تزحف متجهة إلى الجنوب على شاطئ النيل الشرقي لفرع دمياط؛ فقد أراد الصليبيون الإجهاز على القوات المصرية الرابضة في المنصورة، وكانت إذاعة خبر موت السلطان في هذا الوقت الحرج كفيلة بأن تؤثر في سير المعركة وتضعف للجند معنوياتهم جهادها ضد الصليبيين.
 
في هذا الضرف وقفت شجرة الدر موقفًا عظيماً، تعالت فيه على أحزانها، فقد قدمت المصالح العليا للبلاد، وأدركت خطورة ذلك الموقف العصيب، فأخفت خبر موت نجم الدين أيوب ، وأمرت أن تحمل جثته سرًا في سفينة إلى قلعة الروضة الموجودة بالقاهرة، وأمرت الأطباء أن يقوموا كل يوم بالدخول إلى حجرة السلطان كعادتهم، وكانت تُدخل الطعام والأدوية إلى غرفته موهمة الجميع أنه حي.
 
واستمرت الأوراق الرسمية تخرج كل يوم وعليها علامة السلطان. تولت شجرة الدر ترتيب أمور الدولة، وإدارة شؤون الجند والجيش في ساحة القتال، وعهدت للأمير “فخر الدين” بقيادة الجيش، وفي نفس الوقت قامت بإرسال برقية إلى توران شاه ابن الصالح أيوب تحثه فيها على القدوم ومغادرة حصن كيفا إلى مصر، ليتولى السلطنة بعد وفاة أبيه. وفي الفترة ما بين موت السلطان الصالح أيوب، ومجيء ابنه توران شاه في (23 من ذي القعدة 648هـ = 27 من فبراير 1250م)، والتي امتدة لفترة أكثر من ثلاثة أشهر، نجحت شجرة الدر في مهارة فائقة أن تمسك بزمام الأمور، وتقود البلاد رغم ما كانت تمر به الأوطان من ظروف عصيبة وسيئة، ونجح الجيش المصري في التصدي للعدوان الصليبي، ولقي الصليبيون خسائر فادحة في معركةالمنصورة

ازواج شجرة الدر :

شجرة الدر ، التي كانت مسلمة منذ بداية الدعوة الاسلامية ، فقد ورثت حكم زوجها السابق الذي مات أثناء الحرب الصليبيية ، حيث استطاع الصلييبيين أسره وقتله قبل التمثيل بجثته ، ليعود إليها جثة هامدة ، مكانها فارغا ، فقامت كالرجال تحكم كافة أرجاء مصر بكل قوة وحزم ، فقد كان يخشاها الرجال ، وكانت قوية الشكيمة ، ورائعة الخلق والأخلاق ، فهي امرأة بالف رجل كما يقال في الوقت الحالي ، وشجرة الدر مثلت الحكم المملوكي للدولة الاسلامية ، فقد كانت مرسالاً للعرب من وإلى مصر ، وكانت الاهم والأبرز من بين السلاطين ، فقد قامت بعمل اتفاقيات تجعل بلدها في حالة من الخير والنشاط الاقتصادي والاجتماعي.
 
وعند الحديث عن زوجها فقد ذكرنا أن زوجها الأول هو السلطان السابق نجم الدين أيوب ، ثم تزوجت بعد أن توفي زوجها ، فقد جاءتها العديد من العروض للزواج ، لآنها امرأة جميلة وجذابة وحاكمة في نفس الوقت ، فتهافت عليها أعاظم الرجال ليتزوجوها ، ومن بينهم رجلين من أعظم رجالات مصر في ذلك العهد ، ومن بينهم عز الدين أيبك ، وأحد السلاطين المشهورين ، وكان قلبها قد مال لأيبك ، ولكن كان لا بد لها من التفكير في عرض الزواج الذي عرض عليها ، فقامت بطلب من الرجلين أن يقوما بمنازلة بالسيف ومن يفوز بالمبارزة يستحق أن يكون ملكاً لمصر.
 
استطاع أيبك أن يكون الفائز ، فتزوجا بعد فترة ليست طويلة من فترات توليها للحكم ، إلا ان المعارضة قامت عليها ، فكيف لآمرأة تتزوج رجلا من رجالات البلد العظيم ، ولا يكون هو ملك هذه البلد ، فقامت بالتنازل عن الحكم ، وعن الرجال الذين كانو يحمونها لعز الدين أيبك ، قبل أن تكتشف بعده خيانته لها مع أمراة أخرى ، الأمر الذي أدى إلى تدبير طريقة للتخلص منه فيما بعد ، فكما ذكرنا هي إمراة قوية جدا ، لا تهتم لقلبها بقدر اهتمامها بتفكيرها العقلي الناضج .

مقتل شجرّة الدُّر :

بدأ سلطان مصر الملك المعّز عز الدين أيبك بالانقلاب على زوجته شجّرة الدر بعد إحكام قبضته على الحكم في البلاد المصرية، فبدأ أولاً بمرحلة التخلّص من منافسيه ومناوئيه من الأيوبيين في الخارج، وفي هذه الأثناء كان الملك المعّز عز الدين أيبك متمرسّاً في إدارة شؤون البلاد وحكمها ولم يعد بحاجة إلى وجود شجرة الدُّر في حياته، فأقدم على خطوة الزواج من ابنة صاحب الموصل بدر الدين لؤلؤ، الأمر الذي أثار غضب شجرة الدر وعلى الفور أسرعت إلى تدبير مكيدة له للتخلّص منه، فراحت ترسل إليه حتى تسترضيه وتنال رضاه ولطفه وتطلب العفو منه حتى وقع في المكيدة واستجاب لدعوتها وذهب إلى القلعة و قُتل هناك. 
 
كانت وفاة زوجها بأن دخل إلى حمام القلعة بعد قدومه إليها وانقض عليه خمسة غلمان أقوياء ضربوه ضرباً مبرحاً حتى الموت، وكانت نهايته، وشاع الأمر بين المماليك بأنه توّفي فجأة ليلاً لكن لم يصدّق المماليك ذلك فقاموا بالقبض عليها و حملها إلى امرأة عز الدين أيبك الأولى وقامت الأخيرة بأمر جواريها بالتخلّص من شجرة الدر و تم ذلك بعد أيام قليلة من وفاة الملك المعّز عز الدين أيبك، وقد قامت الجواري بضربها بالقباقيب على رأسها حتى فارقت الحياة ومن ثمّ رميت جثتها من فوق سور القلعة للتأكّد من وفاتها في الثالث من مايو في عام 1257م. لم تدفن إلا بعد أيام من مقتلها، ويقال بأنّها كانت عارية في أحد خنادق القلعة وبقيت مقتولة عارية حتى تمّ دفنها في ضريحها الحالي القائم في أحد المساجد الكائنة في قسم الخليفة بالقاهرة والذي أنشئ في عصر الدولة الأيوبية في مصر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال