موناليزا الإمارات للفنانة خلود الدسوقي تتألق في معرض أبو ظبي الدولي للصيد والفروسية
تألقت الفنانة الفلسطينية خلود الدسوقي بلوحات مثلت فيها التراث الإماراتي بكل إبداع في معرض أبو ظبي الدولي للصيد والفروسية ٢٠٢٢.
وكانت الفنانة قد شاركت بجناح مشترك مع الفنانة شذى النمط التي قدمت تماثيل مصنوعة بالورق، وكان حسب آراء الكثير من زائري المعرض من أجمل الأجنحة وأكثرها إبداعا، حيث شاركت بخمس لوحات ممثلة الثقافة الإماراتية بشكل إبداعي خطف الأنظار.
موناليزا الإمارات
وظهر ذلك جليا من خلال ردود الفعل على لوحتها " الترند" التي لفتت أنظار المعجبين والفنانين بسبب استخدامها تقنيات فنية عالية أدخلت فيها القماش والأزرار والإكسسوارات، بالإضافة إلى الرسم لتنتج لنا تحفة فريدة.وعن اللوحة التي حرص معظم محبي الفن على التقاط صورة معها، قالت خلود لمدونة موهبتي في مقابلة خاصة:" أسميتها موناليزا الإمارات، ولأني أحب أن أرسم المرأة قررت أن أرسم امرأة بخمار وأبرز جمال العيون العربية، ولم أكن جدا راضية بالنتيجة فقررت إضافة بعض الأدوات الموجودة عندي لإضافة جمال أكبر للوحة، وقررت أن تتكلم اللوحة عن ثقافة الإمارات من خلال التفاصيل الموجودة بها، وأضفت قماش التان الأسود للخروج عن إطار اللوحة، وقد أخذت مني جهد كبير من خياطة وإلصاق".
وللفنانة خلود معرفة سابقة بالثقافة الخليجية فقد ولدت وترعرعت بالسعودية قبل أن تنتقل إلى غزة سنة ٢٠٠١.
وخلود محمد الدسوقي هي فنانة فلسطينية قدمت من غزة إلى الإمارات لتشارك شغفها الفني وإبداعها الذي عكس مسيرتها الفنية التي شملت ٣٥ معرضا محليا ودوليا.
درست التربية الفنية في غزة، وتكمل الآن دراساتها العليا في تركيا لتصل لدرجة الماجستير في الرسم لتضيف لموهبتها وروحها الفنية زخما معرفيا جعل منها فنانة محترفة.
خلود وفن علم النفس
اهتمت خلود جدا بعلم النفس وعكست اهتمامها من خلال معارض ولوحات شاركت فيها لتعبّر عن حالات نفسية مثل الشيزوفرينيا والاكتئاب والبارانويا، هادفة إلى التوعية بهذه الأمراض من خلال الفن.
وكان أول معرض لها بغزة بعنوان " شيزوفرينيا" حيث عرضت حالات الزواج والطلاق مستخدمة في فنها طرحة العروس وأوراق الطلاق، وكانت تهدف لإظهار مدى تأثير انفصام الشخص على زواجه وعلى شريكه ومدى تسببه بأضرار نفسية صعبة يمكن معالجتها إن وُجد الوعي الكاف بها.
فهي تحاول إيقاظ الوعي عن هذه الحالة المرضية من خلال لوحاتها بعد أن كانت مجهولة تماما، وساهمت في انتباه الناس لهذا المرض، وهو ما يمثل الخطوة الأولى نحو العلاج، معرفة نوع المرض!
وعلى نفس المنوال شاركت في معرض ثان بعنوان " معرض بارانويا" بغزة أيضا، حيث عبرت عن حالة المصاب بالبارانويا وكل مايخصه، حيث شاركت بسبع لوحات دائرية تعبر عن شكل وحالة المصاب بهذا المرض.
كما شاركت معرضا آخر بتركيا بخمس لوحات تتحدث عن الإكتئاب بريشتها الفنية المبدعة، فلم تكن لوحاتها مجرد ألوان وخطوط بل كانت رسالة عميقة تحاول أن توصل أهمية معرفة النفس وأمراضها والتوعية بعلاجها.
وقالت خلود أنها مهتمة جدا بعلم النفس لأنها تعتبره مهما في حياة الفرد، خاصة في غزة بسبب المعاناة التي يتعرض لها سكانها، وهم يحتاجون لمعرفة أنواع الأمراض النفسية كما يحتاجون لعلاج الصدمات والأمراض الناتجة عنها، كما تقول أنها ليست أخصائية لكنها ترغب في المساعدة من خلال شغفها الفني ومعرفتها.
الصور بالترتيب تظهر اختفاء وجود العروس بعد ارتباطها بشخص مريض نفسيا في إشارة لحجم تأثير المرض على نفسية الطرف الآخر.
العلاج بالفن
كما كانت خلود تعمل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة "العلاج بالفن" وعملت كمدربة فنون وأعطت العديد من الورشات الفنية، واستخدمت أنواع عديدة من الفنون مثل الرسم بالمكياج على اللوحات.
وعشق خلود للفن يظهر جليا مع كل لوحة تضيف فيها روح تنطق بالجمال والمعنى، وهي مثال للمرأة المكافحة والمتقدمة إلى الأمام بمشاركاتها الفعالة ورسالتها السامية كمثال لكل موهوبات الوطن العربي.
إرسال تعليق