-->

مخترع المحرك وكبير المهندسين أَبو العز بن إسماعيل ابن الرزاز الجزري - هل تعرفه


مخترع المحرك وكبير المهندسين أَبو العز بن إسماعيل ابن الرزاز الجزري - هل تعرفه
كبير المهندسين.. الجزري


من اسوأ ما يلاقيه المجتمع المسلم و العربي هو تغييب تاريخه العظيم الذي كان سببا في انارة طريق البشرية اليوم
فلقد استغل الغرب انحطاط الحضارة الاسلامية التي كانت في اواخر ايامها تتلاشى بسبب السلاطيين الذين تعاركو لازمنة طويلة من أجل الضفر بالحكم و البقاء عليه باسم طوائف و عصبيات و حتى ان اقتضى الامر خيانات مثلما حصل في مناسبات عدة كالاستعانة بالعدو الصليبي على الاخ لاجل البقاء في الحكم فانهارت الامة و سرق منها جميع ابداعاتها التي كانت كنزا لا يعوض بثمن نحو الغرب اين قاموا بترجمة كل علوم الحضارة الاسلامية الى لغاتهم ومن هناك بدأت حظارتهم التي هي مستمرة لليوم ..
لكن الغرب في ازمنة متأخرة من هذا الزمان ظهرت منهم اصوات تقر بالحقيقة التي لطالما أخفيت لقرون .. و هو انه لولا الحضارة الاسلامية لما كان للبشرية هذا التطور اليوم ...

اليوم نحن بصدد موضوع مختصر عن حياة رجل من اعظم المهندسين و المخترعين في التاريخ
بديع الزمان أَبو العز بن إسماعيل بن الرزاز الجزري الملقب بـ الجزري (1136-1206) عالم مسلم عربي يعتبر من أعظم المهندسين والميكانيكين والمخترعين في التاريخ.

ولد الجزري في منطقة جزيرة ابن عمر التي تقع اليوم في الأقاليم السورية الشمالية على نهر دجلة، ثم عمل كرئيس المهندسين في ديار بكر (آمد) شمال الجزيرة الفراتية. حظي الجزري برعاية حكام ديار بكر من بني أرتق، ودخل في خدمة ملوكهم لمدة خمس وعشرين سنة، وذلك ابتداء من سنة 570هـ/1174م، فأصبح كبير مهندسي الميكانيكا في البلاط. صمم الجزري آلات كثيرة ذات أهمية كبيرة كثير منها لم يكن معروفا في أي مكان في العالم من قبل.

من آلاته : 

آلات رفع الماء وساعات مائية ذات نظام تنبيه ذاتي وصمامات تحويل و أنظمة تحكم ذاتي وكثير غيرها شرحها في مؤلفه الرائع المزود برسومات توضيحية الذي أسماه "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل".


من أعماله:

كان الجزري يجمع بين العلم والعمل والتحريض عليه ويمثل وصفه للآلات وصف مهندس مخترع مبدع عالم بالعلوم النظرية والعلمية، ومن أهم تصاميمه: 

* مضخة ذات أسطوانتين متقابلتين، وهي تقابل حاليا المضخات الماصة والكابسة.
* نواعير رفع الماء عن طريق الاستفادة من الطاقة المتوفرة في التيار الجاري في الأنهار.
* مضخة الزنجير والدلاء: هي نوع من آلات السقوط وهذه الآلات تعطي مردودا حركيا بفضل سقوط الماء على المغارف ومثل   هذه  الآلات تحتاج عادة إلى رفع منسوب الماء عن طريق سدود أو مصادر مائية أخرى.
* صناعة آلات ذاتية الحركة عاملة بالماء وساعات مائية وآلات هيدروليكية ابتكرها علماء مسلمون وطورها الجزري.
...
* وصف لعدد من الآلات الميكانيكية المختلفة من ضاغطة، ورافعة، وناقلة، ومحركة. كما أنه وصف بالتفصيل تركيب الساعات الدقيقة التي أخذت اسمها من الشكل الخاص الذي يظهر فوقها: ساعة القرد، وساعة الفيل، وساعة الرامي البارع، وساعة الكاتب، وساعة الطبال، إلخ. وتعتبر ساعة الفيل الضخمة أهم اختراعاته ومصدر عزه وفخره.

ويذكر " دونالد هيل " بأن الجزري صنع ساعات مائية وساعات تتحرك بفتائل القناديل وآلات قياس ونوافير وآلات موسيقية وأخرى لرفع المياه. كما صنع إبريقاً جعل غطاءه على شكل طير يصفر عند استعماله لفترة قصيرة قبل أن ينزل الماء. كما ذكر ألدو مييلي أن الجزري صنع ساعة مائية لها ذراعان تشيران إلى الوقت.


كان علم الجزري أحد أسس النهضة العلمية في الحضارة العربية الإسلامية التي انتقلت فيما بعد إلى أوروبا. 
فقد اعترف العالم " لين وايت" والكثير من علماء الغرب أن الكثير من تصاميم الآلات التي ابتكرها الجزري قد نقلت إلى أوروبا، وأن التروس القطعية ظهرت لأول مرة في مؤلفات الجزري، وأنها لم تظهر في أوروبا إلا بعد الجزري بقرنين في ساعة جيوفاني دوندي الفلكية. كما كان الجزري أول من تحدث عن ذراع الكرنك. كما ابتكر الجزري آلات رفع المياه، واستخدم الكرات المعدنية للإشارة إلى الوقت في الساعات المائية.

تكمن أهمية تصاميم الجزري بأن كافة آلات رفع الماء المعقدة ذات الزنجير والدلاء الموضوعة قبل زمانه كانت تدور بقوة دفع الحيوانات وليس بقوة الماء وهو الذي وضع أساس الاستفادة من الطاقة الكامنة للمياه بشكل عملي. 


صورة من كتاب «الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل».


مؤلفاته:

يعدّ كتاب الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل أهم كتب الجزري
. وقد كلفه بتصنيفه الملك ناصر الدين محمود بن محمد بن قرا أحد سلاطين بنى أرتق في ديار بكر، أيام الخليفة العباسي أبو العباس أحمد الناصر لدين الله سنة 1181 م. وقد أتم كتابته سنة (1206 م)، أي أن الكتاب كان نتيجة عمل دام خمسا وعشرين سنة من الدراسة والبحث. في هذا العمل قدم الجزري عددا كبيرا من التصاميم والوسائل الميكانيكية، إذ قام بتصنيف الآلات في ست فئات حسب الاستخدام وطريقة الصنع، وكانت هذه أساسا للتصنيفات الأوروبية في عصر النهضة. وفي الكتاب دراساته وأبحاثه في الساعات، والفوارات المائية، والآلات الرافعة للماء والأثقال. ويعد الكتاب "أروع ما كتب في القرون الوسطى عن الآلات الميكانيكية والهيدروليكية". وقد أبهرت اختراعاته المهندسين على مر العصور وكتبه مترجمة إلى عدة لغات. 

توجد نسخ من كتاب الجزري في عدد من المتاحف العالمية
 كالباب العالي في اسطنبول ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن ومتحف اللوفر في فرنسا ومكتبة جامعة أوكسفورد. اشتهر الكتاب كثيراً في الغرب،
 وقام بترجمة بعض فصوله إلى الألمانية كل من فيدمان (بالألمانية: Wiedmann) وهاوسر (بالألمانية: Hawser) في الربع الأول من القرن العشرين.
 كما ترجمه إلى الإنجليزية دونالد هيل (بالإنجليزية: Hill) المتخصص في تاريخ التكنولوجيا العربية. وقد أصدر معهد التراث العلمي العربي في حلب بسورية، سنة 1979 م النص العربي، بعد أن قام بمراجعته وتحقيقه أحمد يوسف الحسن. 



آلة لرفع الماء من تصميم الجزري.



 

لعبة موسيقية؛ من اختراعات الجزري في كتاب معرفة الحيل الهندسية.
 
الجهاز الألي المجدول من تصميم الجزري الجزري.

.
ساعة شمعية؛ من اختراعات الجزري في كتاب معرفة الحيل الهندسية.



ساعة الفيل كان واحداً من أعظم اختراعات الجزري وأكثرها شهرة.