-->

ما علاقة القلب بالتفكير و الادراك و هل يتحكم في المخ ؟


الخلايا،العصبية،القلب
القلب و علاقته بالخ

قال الله تعالى : "" أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) "" الحج


القلب :

لماذا قَرنَ الله سبحانه و تعالى في هذه الاية السابقة مسألة الادراك و العقل بالقلب و لم يقرنها بالمخ ؟
ماذا توصل اليه العلم اليوم من أبحاث في مسالة عمل القلب و ما يحويه ؟
يقول زغلول النجار البروفيسور في علوم الأرض و رئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جمهورية مصر العربية : أن الدراسات مؤخراً أثبتت أن القلب عضو حيوي بشكل هائل وفعال في جسم الإنسان، وأنه يعمل على تواصل دائم مع مخه عبر 40 ألف خلية عصبية تم اكتشافها فيه وفي الغشاء الشغافي المحيط به والمعروف باسم «الشغاف», وكذلك ثبت أن القلب يفرز كماً من الهرمونات إلى تيار الدم الذي يضخه إلى مختلف أجزاء الجسم وأولها المخ، كما ثبت أن المخطط الكهربائي للقلب هو أكبر بمائة ضعف من المخطط الكهربائي للمخ، وفي كل نبضة ينبضها القلب يولد طاقة مغناطيسية تفوق الطاقة المغناطيسية للمخ بخمسة آلاف ضعف، وبها يتواصل مع المخ ومع باقي أجزاء الجسم.


وطرح زغلول النجار خلال احدى المؤتمرات التي أقيمت سابقا ،ورقة علمية نقاشية سلطت الضوء على « القلب البشري في القرآن الكريم » من خلال نقطة الخلاف الطويل على مر العصور بين الأطباء وأهل الشرع والفلاسفة وهي أن القلب يحتوي ـ بشكل فيزيائي ـ على المشاعر والمواهب والاعتقادات وأن نسبة كبيرة من هذه الموروثات تنتقل مع القلب حين تتم زراعته في جسد بشري آخر . ويشير الدكتور النجار الى ان الإشارة الى القلب في القرآن الكريم بالإفراد والجمع ومع عدد من الضمائر المختلفة قد وردت في القرآن الكريم 132 مرة. 
و قال أيضا : جميع الناس إلى اليوم يعتقدون أن القلب مجرد مضخة تضخ الدم الفاسد إلى الرئتين لتنقيته ، وتتلقى الدم المؤكسد منهما لتضخه إلى مختلف أجزاء الجسم وأولها المخ الذي لو تأخر ضخ الدم إليه لثوان معدودة لهلك صاحبه, مضيفا أنه في ظل سيادة هذا الاعتقاد نجد أن القرآن الكريم قد تنزل من قبل 1400سنة بالتأكيد على أن للقلب وظائف أخرى منها: أنه هو الذي يكسب الأعمال خيرها وشرها وهو مكان الاطمئنان والأمن أو الانزعاج والخوف والرعب وهو محل الشهادة أو إنكارها ومحل الخير أو الإثم، ومحل الهداية أو الزيغ، وهو محل الفهم والفقه، أو سوء الفهم واللبس وهو محل اليقين أو الريبة، والإيمان أو الكفر، واليقظة أو الغفلة، وهو محل التعقل ووزن الأمور أو تضييعها، وهو سبب الانفتاح على أي من الخير أو الشر أو الانغلاق على أي منهما، ومحل المحبة والرحمة والرأفة، أو الكراهية والغل والقسوة، ومحل الهداية والضلال. 

وبين الدكتور النجار أن القلب يتحدث مع المخ وينسق معه جميع أنشطته. فكما ينشط المخ بمراكز ذاكرته وحسه بواسطة التغذية الراجعة عبر كل من الشبكات العصبية والدموية، كذلك القلب الذي يعمل كجهاز تخزين للمعلومات عن طريق التغذية الراجعة عبر كل من الأعصاب والدم ـ كما أثبت الدكتور بول برسال في مؤلفه المعنون «شيفرة القلب» ـ وقد ثبت بالتجربة أن أحد الأعراض الناتجة عن العمليات الجراحية بالقلب هو فقد شيء من الذاكرة، لذلك استنتج العلماء أن القلب مستودع الذكريات.

كما بينت أيضا الدكتور"نيها سونجوان" استشارية علم التواصل الدكتورة عبر ورقتها العلمية موضوع «الانفلات من الاكتئاب وأمراض القلب» مبينة  : 
ان الكآبة لا تؤثر سلبا على المزاج وطبيعة الحياة فحسب ولكن على الصحة الجسدية أيضا، مشيرة الى أن الأشخاص المكتئبين والمصابين بداء الشريان التاجي أكثر عرضة للنوبات القلبية والعمليات الجراحية أو أمراض القلب الأخرى , معتبرة الكآبة أكثر خطراً على البشر من التدخين والكوليسترول، حيث تثبت في دراسة أجريت على مرضى عانوا نوبات قلبية أن الكآبة كانت أكثر عامل ينبئ بالإصابة بالنوبات القلبية، إذ تعتبر الأكثر خطراً من التدخين أو ارتفاع الكولسترول وغيره، وتضيف الدكتورة ساجوان أن المصابين بالكآبة أكثر عرضة للموت خلال الأشهر الستة التالية من أولئك الذين لا يعانونها كما تبين في دراسات أخرى.