-->

"أنا أتعرض للابتزاز"... كيف تتصرفين في حال تعرضك للابتزاز الإلكتروني؟

 


الابتزاز مهما كانت أشكاله وسواء كان على أرض الواقع أو الكتروني، يظل من أشكال العنف ضد المرأة، التي تتعرض لها نساء في العالم وخاصة في المجتمعات العربية. وخلال السنوات الماضية، سمعنا عن قصص للكثير من الفتيات اللاتي تعرضن للابتزاز الإلكتروني سواء كان التهديد بنشر صور أو فيديوهات

للضغط على الفتاة مقابل القيام بشيء ما ترفضه، وللأسف كانت غالبيتهن يسيطر عليهن الخوف والفزع، ونتيجة لذلك يقدمن على إيذاء أنفسهن، مثل الانتحار. وهذا ما عرضه مسلسل "دنيا تانية" للنجمة ليلى علوي والذي يعرض ضمن الموسم الرمضاني 2022، عندما عرض قصة فتاة والتي لعبت دورها الشابة "نور ياسر"، يقوم زميلها ولعب دوره الشاب"آدهم عمر"، بالمدرسة بابتزازها بنشر فيديو مزيف لها على الإنترنت وتشويه سمعتها، وبالتالي أقدمت الفتاة على الانتحار خوفًا مما قد يحدث.

لذا إذا كنت تتعرضين للابتزاز الإلكتروني، وتتسائلين عما يجب عليك فعله، فنحن هنا من أجلك وندعمك، وسنشاركك بعدة خطوات ونصائح، لعلها تساعدك وتدعمك. لذا تابعي فقط تابعي القراءة...

في البداية، دعينا نتعرف على ما هو الابتزاز بشكل عام وما هي أنواعه؟

بشكل عام الابتزاز يكون فيه طرف يهدد الطرف الآخر ويضغط عليه مقابل الحصول على شيء في المقابل. فمثلًا، إذا هددك شريك بأنه إذا لم تقطعي علاقتك بصديقتك سيتركك، فهذا ابتزاز عاطفي، أو إذا هدد أحد الوالدين أبنائهم بأنهم إذا لم يفعلوا ما يريدون سيقوموا بحرمانهم من المصروف، فهذا ابتزاز مادي وغيرها من الأشكال:

أنواع الابتزاز الشائعة:

- ابتزاز عاطفي

- ابتزاز مادي

- ابتزاز ديني

- ابتزاز الكتروني (وهو الشائع للغاية هذه الأيام)

- ابتزاز جنسي

إذًا، ما هو الابتزاز الإلكتروني؟

كما أخبرنك في الأعلى، هو النوع الشائع للغاية هذه الأيام، ففيه يقوم الطرف الآخر بتهديدك بنشر صور وفيديوهات سواء كانت حقيقية أو مزيفة على الانترنت إذا لم تفعلي ما يريد، سواء كان أموال، أو علاقة جنسية أو غيرها.

والآن، كيف تتعاملين على الابتزاز الإلكتروني؟

نحن نعلم أن الابتزاز تجربة صعبة ومؤلمة، ولكن تذكري أن المبتز يقوم بالضغط على أعصابك لإثارة فزعك وتشويش تفكيرك.

١- أنت ضحية

تذكري دومًا أن أي كان ما تتعرضين له هو جريمة، كالسرقة والقتل وغيرها، وأنك أنت الضحية، وليس عليك لوم فيما يحدث تمامًا.

٢- التزمي الصمت مع المبتز

نعم أعلم أنك مندهشة مما أقوله، ولكن دعيني أخبرك بشيء بسيط، وهو أن المبتز يقرر ما سيفعله بناء على كلامك، إذا شعر بمدى خوفك سيزيد من تهديده، وإذا شعر بأنك تحاولين التفاوض معه، سيزيد الأمر صعوبة ويرفع سقف مطالبة وهكذا.

٣- الموافقة مرة... تعني ابتزاز مستمر

يحاول المبتز أن يجعلك تستلمي لمطالبه ويحاول إقناعك بأنها مجرد مرة وسينتهي الأمر، ولكن للأسف استسلامك مرة، يعني أنك ستظلين تحت تصرف المبتز إلى ما لا نهاية، وهو ما سيستنزفك نفسيًا تمامًا.

- لا تمحي أي رسائل أو محادثات

أعلم أنه من هول ما نشعر به من خوف وتوتر في هذه اللحظة نريد أن نمحي أي شيء له علاقة بهذا الأمر، وكأننا نوهم أنفسنا بأن كل هذا لم يحدث. ولكن صدقيني وبناء على نصائح خبراء الجرائم الالكترونية، فإن أكبر خطأ يمكن أن نرتكبه هو حذف الرسائل والمحادثات.

حيث يقول المحاميون وخبراء الجرائم الالكترونية، أن الاحتفاظ بأي دليل ولو صغير على المبتز يكون في صالح الضحية، وكلما كانت الأدلة أكثر جعل مهمة القانون أسهل في الوصول للمبتز ومحاسبته قانونيًا. لذا احتفظي دومًا بنسخ من الرسائل والمحادثات، ويمكنك اتخاذ Screenshots.

٥- حافظي على خصوصيتك قدر الإمكان

يحاول المبتز في هذه الأوقات محاولة الوصول لجميع حساباتك الالكترونية على مختلف المنصات لجمع معلومات أكثر وصور أكثر عنك، لذا يكون من الجيد في هذه الأثناء أن تقومي إما بغلق جميع حساباتك أو بإعادة ضبط خصوصية الحساب، وعدم قبول أية صداقات جديدة.

٦- اخبري شخص مقرب منك (خاصة إذا كنت في سن صغير)

إذا كنت في مرحلة عمرية صغيرة، كالثانوية أو الجامعة، فأنت بحاجة لإبلاغ شخص أكبر منك ذو ثقة، حتى يستطيع المضي قدمًا معك في الخطوات المقبلة. فسواء كان هذا الشخص أحد الوالدين، أو أحد أفراد العائلة، أو مدرسك أو مديرة مدرستك، المهم أن يكون شخص ذو ثقة.

أما إذا كنت في مرحلة أكبر سنًا ولست بحاجة لشخص يسير معك في الإجراءات القانونية أو يقوم بحمايتك، فيعود لك الخيار في إبلاغ شخص مقرب منك أو لا. ولكننا دومًا نميل إلى ضرورة التحدث مع شخص ذو ثقة لتخفيف هذا الضغط عليك، ومحاولة الحصول على نصيحة سديدة.

٥- بعد إرسال البلاغ سيتم تزويدك برقم مرجعي للبلاغ.

٨- تحدثي مع محامي مختص بالجرائم الإلكترونية (إذا كان ذلك متاحًا)

بالرغم من أن إبلاغ الجهات المختصة بالجرائم الإلكترونية يعتبر خطوة ضرورية للغاية، ولكن يجب أيضًا اللجوء لمحامي مختص بهذا الأمر، لأنه سيقوم بدوره بحمايتك وتفسير جميع الخطوات والإجراءات القانونية لك، والتعامل بدلًا منك مع المبتز.

٩- أخيرًا، انتظري وثقي بنفسك وبخطواتك!

أعلم أن هذه النصيحة صعبة للغاية، وتنفيذها أصعب، ولكن صدقيني يجب عليك أن تنتظري. فالمبتز يعمل على مستوى توترك، لذا إذا اتخذتي جميع الخطوات السابقة، فما عليك سوى أن تثقي بما قومتي به وبنفسك وأنه عليك الانتظار حتى يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

أنت الضحية هنا ولست الجاني... تذكري دومًا ذلك.