-->

  حكاية زينات صدقى.. باعت أثاث منزلها وبكى السادات من أجلها


زينات صدقى صاحبة الطلة الفريدة والأسلوب المبهج، مين فينا مش فاكر خفة دمها وإفيهاتها الكوميدية، قدرت زينات أنها تتربع على عرش الكوميديا النسائية في فترة الخمسينيات، وكان بيتسابق عليها كبار النجوم للمشاركة فى أعمالهم.

إسمها الحقيقى زينب محمد سعد صدقي بنت حى الجمرك فى الإسكندرية وإتولدت سنة 1912.  درست في معهد التمثيل والخيالة الي اسسه الفنان زكي طليمات. بس للأسف مقدرتش تكمل دراستها فيه لأن والدها أجبرها على ترك الدراسة والزواج من ابن عمها وعمرها ما تعداش 15 سنة. وكانت النتيجة إنها طلقت منه قبل ما يمر سنة على زواجهم. . أعتقد ان كتير مننا مكنش عارف بأمر زواجها وكنا نظن إنها عانس بالفعل. فيا ترى إيه هو سر لقب "عانس السينما المصرية"!  دا اللى هنعرفه مع بعض.

اشتهرت زينب باسم زينات صدقي في عالم السينما. وكانت خفيفة الظل جدا تحب المرح والضحك دايما. عشان كدة كانت بتضيف جزء مهم جدا في أي عمل تشارك فيه. ولو حاولنا نكتشف سر لقبها بالعانس هنلاقي إن الفنان القدير نجيب الريحاني حولها إلى عانس السينما المصرية وخلاها دايما في كل أدوارها تبحث عن الزوج المناسب. وده خلى عباراتها الشهيرة تثبت في أذهان كل الأجيال القديمة والحديثة زي "عوض عليا عوض الصابرين يارب و"عاوزة أتجوز يا ام كامل" "عدلهالى من عندك يا رب" "يا سارق قلوب العذارى"

زينات بدأت مشوارها الفني كمغنية باشتراكها في فرقة بديعة مصابني. وهربت من أهلها إلى الشام، وهناك اتعرفت على منتج أنتج ليها أغنيتها الشهيرة "أنا زينات المصرية خفة ودلع" وبعد فترة رجعت لمصر واتعرفت على الفنان نجيب الريحاني الي وقف جنبها وقدمها في احدى مسرحياته.

وبعد كدة توالت عروض التمثيل عليها، وأصبحت أيقونة حقيقية في السينما المصرية لدرجة إن تاريخها الفني تجاوز 400 فيلم من أشهرهم "عفريتة إسماعيل ياسين وعاوزة اتجوز والانسة حنفي والعتبة الخضرا وحلاق السيدات ومعبودة الجماهير والقلب له أحكام وأيامنا الحلوة وشارع الحب اللى إشتهرت فيه بحرم حسب الله السادس عشر" 

وفي وسط سطوعها في عالم الفن تزوجت أحد الضباط الأحرار في السر لكن العلاقة لم تدوم طويلا لأسباب مجهولة بالرغم من أن كان في قصة حب كبيرة بتجمع بينهم. 

اللى كتير من الجمهور ميعرفهوش إن زينات كانت بتجمعها علاقة صداقة مع الرئيس الراحل أنور السادات. في الفترة الي انطفت فيها نجوميتها وقلت أدوارها بسبب تقدمها فى العمر، اتصل بها الرئيس أنور السادات ليبلغها بتكريمها في عيد الفن سنة 1976 وكمان دعاها لحضور حفل زفاف ابنته ولكنها اعتذرت عن الحضور لأنها مبتمتلكش ملابس لائقة للخروج لجمهورها مرة تانية بعد غياب طويل. 

لما عرف السادات بسبب رفضها للحضور، بكى بشدة وتأثر جدا وطلب من زوجته السيدة جيهان السادات بأنها تروح تزورها وتهديها بعض الملابس الجديدة الفاخرة لحضور حفل الزفاف. وبعد الحفل قرر السادات منحها ألف جنيه كوسام شرف وصرف لها معاش إستثنائى بقيمة 100 جنيه شهريا وقال لها: «لو إحتاجتى أى حاجة كلمينى  فوراً يا زينات».. 

وبعد سنتين بس من حضورها للتكريم رحلت عن عالمنا القلب الرقيق والبساطة والضحكة التي ملأت وجوهنا. رحلت زينات صدقي عن عالمنا سنة 1978 بعد معاناة مع المرض.