-->

  سفاح كرموز إستدرج النساء بوسامته ونشر الذعر فى الاسكندرية وكيف كانت نهايته


بعد خمسة وعشرين سنة تقريبًا من إعدام ريا وسكينة، وبعد ما الستات بقت تمشى مطمنة إن خلاص مفيش حد هيخطفها ويقتلها، رجعت حوادث القتل الغريبة تنتشر في اسكندرية، وابتدت ناس كتير تختفي ويلاقوا جثثهم بعدها بكام يوم، وطبعًا بعد ما يكون اتسرق كل اللي معاهم، لكن الغريب المرة دي إن اللي كان بيختفي ما كانش ستات بس، لأن سعد اسكندر عبد المسيح أو سفاح كرموز مكانش بيعرف التمييز..


إشتهر سفاح كرموز بداية من سنة 48، ولحد خمس سنين  بعدها محدش كان عارف هو مين، وأغلب الظن إن الناس كانت فاكرة إن فيه عصابة كبيرة زي عصابة ريا وسكينة وأعوانهم ، هيا السبب في كل حوادث الإختفاء اللي بتحصل في اسكندرية وبالتحديد في حي كرموز.

لازم كمان نعترف إن السفاح ده كان ذكي وحظه كويس جدًا، لأنه قدر يهرب كذا مرة ، مع إنه كان على وشك إنه يتمسك، أو تقدر تقول إن ربنا أمهله كذا مرة لكنه مرجعش.

وسفاح كرموز هو سعد اسكندر عبد المسيح، اتولد في أسيوط سنة 1911، هتقولي طب وايه جاب أسيوط لاسكندرية؟؟

هحكيلك..

سبب خروج سعد من أسيوط لاسكندرية كان الهروب من جريمة قتل بشعة عملها في أسيوط.

تقدر تقول إنها أول جريمة افتتح بيها سجله الإجرامي.

الحكاية بإختصار إن سعد إتعرف على أرملة غنية وقعها في حباله ورسم عليها الحب، الست وثقت فيه وقالتله على مكان فلوسها وصيغتها.

سعد مكدبش خبر قتلها وسرق كل اللي حيلتها ورمى نفسه في أول قطر، واللي كان بالصدفة رايح على اسكندرية..

وفي اسكندرية لقى رجليه مودياه لمنطقة كرموز، فقعد وابتدا يخطط هيعمل إيه في اسكندرية، وفي حياته الجاية.


الحقيقة مفكرش كتير ونزل اشترى بالفلوس اللي كانت معاه مخزن قطن واشتهر على إنه تاجر غزل ، ونصب شباكه على أول بنت قابلته.

البنت كانت إسمها فاطمة، وكان بيزورها كتير في بيتها،  وعشان كده قالت للجيران إنه أخوها، ومن دردشته معاها كان بيعرف أخبار الجيران علشان يحدد هدفه من بينهم، وفعلًا اختار الهدف، وكانت ست عجوزة  عايشة لوحدها اسمها بمبة.


طلع سعد للجارة العجوزة ولما فتحتله الباب نزل من غير رحمة بالساطور على دماغها، ودخل اخد افلوس والصيغة وطلع جري فقابلته جارة تانية إسمها  قطقوطة.


وبما إن الجارة شافته يبقى مبدهاش، طلع الساطور وضربها هيا كمان على دماغها وطلع جري.

لكن لسوء حظه إن إبن قطقوطة لحقها ووداها المستشفى وقدرت تنجى بحياتها، وطبعًا دلت عليه وإتمسك.

لكن المحامي قدر يخرجه من القضية زي الشعرة من العجين وخرج وهو مقرر إنه لازم يغير خططه.


الخطة كانت إنه يستخبى شوية، وفعلًا اختفى سنتين محدش عارف هو كان فين ولا عمل فيهم إيه، لكنه ظهر بعد السنتين دول أشرس من الأول.

بدأ سعيد يصطاد الضحايا من الستات والرجالة، الستات يوهمهم بالحب، والرجالة يوهمهم بالمال، وسواء الحب أو المال كان دايمًا فيه عامل مشترك، وهو مخزن القطن اللي بيملكه.


في المخزن كان بيجيب التاجر من دول بحجة توريد بضاعة، ويضربه بالساطور ويفضي جيوبه ويدفنه في أرض المخزن. 


والستات بيمثل عليهم دور العاشق الولهان، واللي عايز يقابل حبيبته بعيد عن العيون، وفي المخزن يكرر نفس الجريمة، وبالساطور ينهي حياتها، ويدفنها تحت الأرض زي غيرها.


ومع مرور الأيام، المخزن بقى مقبرة كبيرة، ورجع الخوف من تاني لأهالي اسكندرية  بعد حالات الإختفاء اللي كانت بتحصل .

وزي ما حصل في حادثة قتل قطقوطة، حصل وهو بيقتل تاجر حبوب كبير، التاجر انضرب بالساطور لكن كان فيه الروح فجري عشان يهرب برة المخزن.


في الوقت ده كان في عربية نقل معدية بالصدفة، وعلى ضهرها كان فيه عامل شاف كل اللي حصل.


العامل بلغ الشرطة، لكنها لما وصلت كان السفاح هرب، وجثة التاجر كانت غرقانة في دمها ع الأرض، وبعد تفتيش المكان الشرطة لقيت أكتر من 19 جثة.


طبعًا الصحافة وقتها مكانش ليها سيرة غير سيرة السفاح اللي حول مخزنه لمقبرة كبيرة، واشتهر واتنشرت صوره في الشوارع، وملت أخباره صفحات الجرانين.


الغريب بقى إنه فضل هربان، وان الصدفة بس هيا اللي كانت سبب في القبض عليه، وده حصل لما وقف اتوبيس في كمين شرطة والظابط  بصله وسأله سؤال عادي.. سأله إسمك إيه، فقاله جورج عبد السلام.

الظابط بص له باستغراب وقاله نعم؟؟

فرد وقال قصدي عبد الملك ، جورج عبد الملك، وهنا كانت لحظة القبض عليه..


إتقدم سفاح كرموز للمحاكمة واتحكم عليه بالإعدام واتنفذ الحكم في يوم ٢٥ فبراير  سنة ١٩٥٣،  بسجن الحضرة في إسكندرية.