-->

العالِم المسلم أبو علي الحسن بن الهيثم الذي اخترع نظارة القراءة و الكاميرا .. هل كنت تعلم ذلك ؟؟

 




فكرة استخدام أداة كوسيلة للتصوير قديمة جدًّا منذُ زمن أرسطو والإغريق، ولكن المؤسس الفعلي لها هو العالم العربي المسلم الحسن بن الهيثم (354هـ/965م).
يتكلم المخرج السينيمائي الكبير الراحل مصطفى العقاد في احدى حلقات الجزيرة الوثائقية التي قدمت حلقة عنه بعنوان  - من حلب إلى هوليود -
فيخبر  العقاد انه تفاجأ  عندما درسوه السينما والإخراج في امريكا و بالتحديد في لوس أنجلوس و بالقرب من هوليود  بأن مكتشف الكاميرا هو عالم مسلم اسمه الحسن بن الهيثم، 

اذن من هو الحسن إبن الهيثم ؟ .

عالم طبي وفلكي وفيلسوف وفيزيائي عربي مسلم، أبدع في علم البصريات، وهو أول من قدم تشريحاً طبياً للعين البشرية وقدم وصفاً صحيحاً  لأجزاء العين  و وظائفها واخترع نظارة القراءة والعدسات وأعطى شرحاً علمياً للكيفية التي ترى بها العين  وكثير من النظريات العلمية الأخرى حول الألوان والضوء والأوهام البصرية.

كان يعتقد قديماً بأن العين ترسل أشعة تجعلنا نُبصر الأجسام المرئية، لكن الحسن بن الهيثم في كتاب "المناظر" قام بنسف النظرية القديمة وأثبت العكس بأن العين تستقبل أشعة ترسلها الأجسام المرئية بالاعتماد على الضوء. في الحقيقة وقبل خمسمائة عام من ميلاد العالم غاليليو غاليلي -الذي لقبه أينشتاين: "أبو العلوم الحديثة"- كان ابن الهيثم أول من أثبت نظرياته العلمية بالتجربة والبرهان، بمعنى أنه يقدم اكتشفاته بالأسلوب المنهجي الحديث؛ نظرياته مبنية على ملاحظات علمية تقبل الصواب فقط بالبرهان.
...
تشريخ للعين أجراه كمال الدين الفارسي في القرن الثالث عشر اعتماداً على أفكار ابن الهيثم. يشير النص في أعلى المخطوط إلى وظيفة الدماغ في تفسير الصورة المنطبعة على شبكية العين.
تشريخ للعين أجراه كمال الدين الفارسي في القرن الثالث عشر اعتماداً على أفكار ابن الهيثم.يشير النص في أعلى المخطوط إلى وظيفة الدماغ في تفسير الصورة المنطبعة على شبكية العين.


وكان الحسن بن الهيثم يدون كتبه بخط يده، ويقوم برسم النماذج التوضيحية، ويقوم بزخرفة صفحات كتبه بزخارف إسلامية، وكانت لكتبه شعبية كبيرة وينتظرها الناس ويدفعون عليها بسخاء. بعدما كبر بالحسن بن الهيثم العمر أحس بضغفٍ في بصره، فقام بصناعة قطعة زجاجية تستطيع تكبير الخطوط المكتوبة، ولأنه عالم في البصريات كان يعرف أن لكل عين قوة بصرية مختلفة، فقام باختراع قطعتين تختلف قوتهما على حسب قوة إبصار العين، وتُثبت هاتان القطعتان أمام العينين، وبهذا يكون لابن الهيثم الفضل في اختراع النظارة أحد أهم أسباب تطور البشرية.

"قمرة" هي الأصل ومُقتبس منها بالترجمة السمعية كلمة "كاميرة/كاميرا"، والقمرة هي أداء حجرية مظلمة قام بصناعتها الحسن بن الهيثم للتصوير الضوئي، يوجد في القمرة ثقب يسمح للضوء بالدخول إليه وفيها يتم اقتباس لحظة واحدة من الزمن والإشعاعات الضوئية تقوم بعرض الزمن على شكل صورة مقلوبة. وبالقمرة أصبح لهذا العالم العربي المسلم فضل كبير في تطور تقنية التصوير والعلوم البصرية واليوم نشاهد في كف كل شخص منا كاميرا الجوال.
.
غلاف النسخة اللاتينية من كتاب ابن الهيثم المناظر،
 التي تظهر كيف أحرق أرخميدس سفن الرومان عند مهاجمتهم لسرقوسة باستخدام المرايا المقعرة.


إن نشأة السينما كانت بفعل تطور عملية التصوير، حيث أصبحت الصورة حية، من الغلط القول بأن "الفيلم هو صور متحركة" وفعلياً "الفيلم هو عبارة عن صور ثابتة" الصورة الثابتة الواحدة في الفيلم تبقى على شبكية العين لثوان قصيرة، ثم إذا أسرعنا باستبدال هذه الصورة الثابتة بصور ثابتة أخرى مشابهة لها بحيث تتابع الصور على شبكية العين، فإننا بالتالي نخدع البصر، وتستوعب الدماغ هذا التغيير على أن الصورة تتحرك، لأن تغيير الصور أسرع من أن تلحظه الأبصار والأدمغة، وبذلك نشعر بأن الفيلم هو صور متحركة وهكذا يعمل سحر السينما.

للعالم العربي المسلم الحسن بن الهيثم منافع عظيمة في خدمة البشر والإنسانية، ويعتبر تاريخيًّا من أهم العلماء على المستوى العربي والغربي، ولو كان بيننا هذه الأيام حتماً سيكون في قوائم جوائز نوبل في العلم والطب وكل التكريمات العالمية.. ختاماً أقتبس هذا النص من كتاب "صناع الحضارة العلمية في الإسلام" للدكتور أحمد محمد عوف.

".... أصدق وصف لابن الهيثم ما قاله عنه العالم (سيدوه) بأنه لو لم يظهر ابن الهيثم لاضطر نيوتن أن يبدأ من حيث بدأ ابن الهيثم، كما اضطر "كبلر" أيضاً أن يبدأ أبحاثه في علم الضوء من الصفر.