تاريخ مصر القديم
مصر دولة يعود تاريخها لأكثر من 7 آلاف سنة، دولة لها حضارة قديمة مميزة، موقع جغرافي رائع، اليوم نسرد لكم تاريخ مصر بداية من الفراعنة والدولة القديمة، ثم العصر اليوناني، الروماني، القبطي، الإسلامي، مرورًا بالأسرة العلوية، ثم تحول مصر من مملكة إلى جمهورية، ثم حرب أكتوبر، اغتيال السادات، عهد مبارك، ثورة 25 يناير، ثم ثورة 30 يونيو.
يعتبر تاريخ مصر حافل بالإنجازات والمناسبات الرائعة، فمصر هي قاهرة الغزاة، مهما اختلف هؤلاء الغزاة، واجهت مصر العديد من الهجمات الأجنبية التي كانت ترغب في احتلالها، لكن دائمًا ما تنتصر إرادة شعبها في التخلص من الاستعمار والعيش بحرية تامة، وتحقيق مزيد من التطور والنمو والرخاء.
تاريخ مصر الفرعوني
تنقسم مصر الفرعونية إلى ثلاثة فترات الدولة القديمة، الدولة الوسطى، والدولة الحديثة، وفيما يلي نذكر تاريخ كل دولة من هؤلاء الدولة.
أولًا تاريخ مصر الفرعوني القديم
تبلورت بها مبادئ الحكومة المركزية، وكان ذلك في عام 3200 قبل الميلاد، تمكن الملك مينا بتوحيد القطرين، وهما القطر الشمالي والجنوبي من مصر، وفي عهده شهدت مصر نهضة شاملة في كل المجالات، تمكن المصريون من الكتابة الهيروغليفية، وكانت ممفيس عاصمة الدولة، كما نشطت حركة التجارة بين مصر والسودان، وبناء أول هرم في مصر والعالم وهو هرم زوسر المدرج وهو هرم سقارة حاليًا.
ثانيًا تاريخ مصر الفرعوني الوسطي
في الفترة من 2040 إلى 1640 قبل الميلاد، وهو العصر المتوسط الأول الذي انتهى بتقسيم البلاد، ليأتي في 2065 قبل الميلاد الفرعون منتوحتب الثاني الذي وحد البلاد من جديد وفرض بمصر النظام، ازدرهت الزراعة والمصنوعات اليدوية في ذلك العصر، انتشر التراث المصري في الأقصر، الفيوم وعين شمس، كما كان هنوك فنون الأدب والفن، بدأ العصر المتوسط الثاني بعد ذلك وكان به دخول الهكسوس لمصر.
ثالثًا تاريخ مصر الفرعوني الحديث
وهو من 1580 إلى 1150 قبل الميلاد، حيث تمكن أحمس من طرد الهكسوس خارج البلاد، وبداية عهد جديد لمصر، وتكون جيش قوي، وكانت مصر أول قوة عظمى في تاريخ البشرية، ثم جاء أمنحوتب الأول، تحتمس الأول الذي وسع حدود مصر شمالًا وجنوبًا واهتم بالتعليم، وصناعة التعدين، ثم تحتمس الثاني، ثم الثالث صاحب العبقرية العسكرية، ثم تحتمس الرابع كان دبلوماسي واهتم بتدوين المعاهدات الدولية، ثم إخناتون، توت عنخ آمون، ثم نفرتاري، حتشبسوت، ثم غزو الفرس لمصر، ونهاية أحمس وأصبحت مصر ولاية فارسية.
تاريخ مصر اليوناني
نجح الإسكندر المقدوني في هزيمة الفرس في آسيا الصغرى، حتى واصل فتوحاته للهند، وفي عام 333 قبل الميلاد تمكن من طرد الفرس من مصر، وتوج نفسه ملكًا على مصر، وضع أساس مدينة الإسكندرية، ومن بعده جاء حكم البطالمة، وبعد ذلك انضمت مصر إلى الدولة الرومانية.
شهدت مصر في هذه الفترة بناء الإسكندرية، القصور، الحدائق، وأصبحت الإسكندرية مركز للحضارة وذاع شهرتها في الفن والعلم والصناعة والتجارة كذلك، وتم عمل منارة الإسكندرية، كما تم إنشاء جامعة الإسكندرية القديمة، مكتبة الإسكندرية والتي تعد أعظم مكتبة في العالم، واحتوت على أكثر من نصف مليون لفافة بردي، كما ضم بطليموس الأول إلى مصر ملحقات ومنها برقة، جنوب سوريا، فينقيا، فلسطين وقبرص.
تاريخ مصر الروماني
تمكن الرومان من دخول مصر في العام 30 قبل الميلاد، وصارت مصر أهم ولاية في الإمبراطورية الرومانية، بسبب مكانتها الاقتصادية، كما أصبحت الإسكندرية ثاني أهم مدينة لإمبراطورية روما، واشتهرت مصر بهذه الفترة بصناعة الزجاج، الورق، الكتان، العطور، وأدوات الزينة.
تاريخ مصر القبطي
في منتصف القرن الأول الميلادي، دخلت المسيحية مصر، بعد دخول القديس مرقس إلى الأسكندرية وتأسيس أول كنيسة في مصر وإفريقيا، وعانى المسيحيون من اضطهاد الرومان لهم، ومن أهم معالم مصر في ذلك الوقت الأدب القبطي، وتعليم المسيحية والرهبنة، وظهر في مصر القديسين الأقباط الذي عملوا على تثبيت المسيحية والكفاح ضد الوثنية.
تاريخ مصر الإسلامي
دخل الدين الإسلامي في مصر، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، بقيادة الخليفة عمرو بن العاص، في عام 641 ميلاديًا، وأصبحت مصر تحت الحكم الإسلامي، الذي تواصل للعصر العباسي، ثم الفاطمي، ثم الأيوبي، ثم المملوكي.
تميز تاريخ مصر في ذلك الوقت بوجود أنواع من الفنون مثل العمارة، الزخارف، النقوش الإسلامية، وبناء المساجد والقلاع والأسوار، ثم تسمية مدينة القاهرة بهذا الاسم في عهد الدولة الفاطمية، وجعلوا منها عاصمة الخلافة الفاطمية.
في العصر الأيوبي تم بناء قلعة صلاح الدين في القاهرة، وفي العصر المملوكي كان هناك نهضة شاملة في مجال المعمار بشكل عام.
تاريخ مصر مع الأسرة العلوية
محمد على هو مؤسس مصر الحديثة، أدخل بمصر العديد من التغييرات في جميع نواحي الحياة، كما قام ببناء جيش قوي، أنشأ المدرسة الحربية، أنشأ الترسانة البحرية في الإسكندرية، أصلح أحوال الزراعة والري من خلال بناء القناطر، السدود، والترع، كما اهتم بالصناعة من خلال إنشاء المصانع المختلفة، لسد احتياجات الجيش، وبيع الباقي للشعب، كما قام بعمل طرق داحلية وخارجية للتجارة.
أنشأ المدارس على اختلاف مستوياتها، أرسل بعثات إلى أوروبا لنقل العلوم الحديثة، بعد وفاته حاول أبنائه أن يسلكو على دربه ففي عهد الخديوي إسماعيل كان هناك نهضة زراعية صناعية، وكان هناك ازدهار في البناء والعمارة، حيث تم إنشاء دار الأوبرا الخديوية، ومد خطوط السكك الحديدية، وافتتاح قناة السويس في 1869، وشهدت مصر في عهد الخديوي توفيق حالة من الركاد حتى انتهى الحال بدخول الإنجليز لمصر.
تاريخ مصر التحول للجمهورية وثورة يوليو حتى حرب أكتوبر
بعد الاحتلال الانجليزي لمصر في القرن العشرين، عانت البلاد من الظروف الصعبة، ظهرت العديد من المقاومات الشعبية بقيادة رموز شعبية منها مصطفى كامل، محمد فريد، سعد زعلول، حتى تم إلغاء الحماية البريطانية على مصر في 1922، وصدر أول دستول لها في 1923.
وبعد ذلك جاء عصر ثورة يوليو في تاريخ مصر العريق، والتي قادها جمال عبد الناصر وآخرون، تمكن فيها من تحويل مصر من مملكة إلى جمهورية، تمكنت مصر من الازدهار من جديد في حكم الراحل جمال عبدالناصر، في مجالات التعليم، الصحة، الإنشاء، والزراعة، إلا أن مصر عانت من حروب متنوعة في تلك الفترة، ومنها العدوان الثلاثي على مصر، وحرب 1967 ودخول سيناء واحتلال الجولان والضفة الغربية من جيش الاحتلال الصهيوني.
ثم جاء محمد أنور السادات الذي خاض حرب أكتوبر، وتنفيذ هجمات على القوات الإسرائيلية، ورفع العلم المصري في سيناء من جديد، ودخلت بعدها البلاد في تسوية النزاع العربي الإسرائيلي، حتى انسحبت إسرائيل من سيناء في 1982، بفضل معاهدة السلام في 1979.
تم اغتيال السادات في 1981، وتولي محمد حسني مبارك بدلًا منه رئاسة جمهورية مصر، قام بتغييرات دستورية ونهضة للبلاد إلا أن آخر جزء في الحكم امتاز بالفقر والحالة الاقتصادية لمصر.
ثورة 25 يناير في تاريخ مصر
تمكن الشعب المصري من القيام بثورة يناير، لإزالة رموز الفساد من حكم مصر، وفي 11 فبراير 2011 أعلن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد، وانسحابه من حكم مصر، وبدأت مرحلة الانتقال الديمقراطي، حيث تم عمل استفتاء لتعديل الدستور، وبعدها انتخابات مجلس الشعب والشورى، ثم انتخابات الرئاسة والتي أعلن فيها محمد مرسي رئيسًا لمصر
محمد مرسي وثورة 30 يونيو في تاريخ مصر
استمر حكم مرسي للبلاد لمدة عام واحد، ولم يطق الشعب المصري مظاهر الفساد فخرج مجددًا في ثورة 30 يونيو 2013، للمطالبة بخلع الرئيس وهذا مااستجاب له المجلس العسكري بقيادة وزير الدفاع في ذلك الوقت عبدالفتاح السيسي، وتم عزل مرسي، وتولى المستشار عدلي منصور رئاسة البلاد، وبعد مرور سنة تم عمل انتخابات رئاسية تمكن الرئيس عبدالفتاح السيسي من الفوز بها ورئاسة مصر.
عبدالفتاح السيسي في تاريخ مصر
بعد تولي السيسي رئاسة مصر، شهدت مصر تطور في مجال النقل والطرق، وشهدت طفرة في مجال المعمار كذلك، ويحاول الرئيس في الوقت الحالي إلى إعادة مصر مما كانت عليه من قبل، وتم إجراء انتخابات رئاسية آخرى ونجح السيسي من الفوز بها للمرة الثانية على التوالي.