خللي بالك من نفسك
هناك خلط كبير- خاصة في مجتمعاتنا العربية- بين مفهوم العناية بالذات و بعض المفاهيم الأخري. و مع ذلك فإن رعاية الذات ليست مرادفًا للانغماس في الذات ،النرجسية أو الأنانية ، علي النقيض فالرعاية الذاتية تعني الاعتناء بنفسك حتى تنعم بصحة بدنية و نفسية جيدة ، تمكنك من القيام بأدوارك المختلفة في الحياة ، و بالتالي يمكنك مساعدة الآخرين ورعاية الأشخاص المسئولين منك .
سؤال وجواب
الرعاية الذاتية هي جزء من الإجابة على تساؤل غاية في الأهمية و هو: كيف نتعامل بشكل أفضل مع ضغوطات الحياة اليومية ،و نحافظ علي أداء وظائفنا الحياتية في نفس الوقت؟
نناقش من خلال هذا المقال بعض الأنواع المختلفة للرعاية الذاتية وسبب أهميتها،كما يغطي أيضًا بعض الممارسات التي يمكنك القيام بها لتطوير خطة الرعاية الذاتية الخاصة بك.
ما هي الرعاية الذاتية ، ولماذا تعتبر ضرورية لصحتك النفسية ؟
تعرف منظمة الصحة العالمية الرعاية الذاتية على أنها: “قدرة الأفراد والأسر والمجتمعات على تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض والحفاظ على الصحة البدنية و النفسية والتعامل مع المرض والإعاقة مع أو بدون مساعدة خارجية من مقدمي الرعاية الصحية”.
وفقًا لهذا التعريف ، فإن الرعاية الذاتية تشمل كل الممارسات التي تتعلق ببقاء الأفراد بصحة جيدة – بما في ذلك النظافة والتغذية وطلب الرعاية الإختصاصية عند الحاجة. إنها جميع الخطوات التي يمكن للفرد اتخاذها للتعامل مع الضغوطات في حياته والعناية بصحته ورفاهيته النفسية.
“يمكن أن يتضمن هذا أي شيئً يبعث على الاسترخاء أو الهدوء ، أو يمكن أنتشمل إضافة تنعشك فكريًا أو روحيًا أو جسديًا أو عمليًا أو تلبية لاحتياج ما لديك “
لماذا تعتبر الرعاية الذاتية مهمة؟
ثبت أن اتباع روتين فعال للرعاية الذاتية له عدد من الفوائد المهمة لصحتك منها :
- تساعد في جعلك أكثر توافقا و تواصلا مع الذات
- زيادة مستويات تقدير الذات
- •تقليل مستويات القلق والاكتئاب 7
- الحد من التوتر وتحسين المرونة النفسية 8
- زيادة هرمونات السعادة و بالتالي الشعور بالرضا و السعادة
- تقليل الشعور بالإرهاق ،ورفع مستويات الطاقة 9
- تساعدك علي اكتساب علاقات شخصية و إجتماعية أقوى
- تجعلك أكثر قدرة علي التعامل بشكل أفضل مع المرض أو الإعاقة
- تساعدك في إيجاد الإحساس بالهدف في الحياة
أنواع و أشكال الرعاية الذاتية
• الرعاية الذاتية النفسية و العاطفية
من ضمن أشكالها : الحديث الذاتي ، توكيد الذات و قول “لا” للأشياء التي تستنزف طاقتك، أو منح نفسك الفرصة لأخذ وقت مستقطع مؤقتًا ، كما تشمل أيضا تدليل الذات كأن تمنح نفسك فرصة إضافة الروائح العطرية و القاعات لحمامك الخاص, أة جلسة مساج ، أو ربما تحديد موعد أسبوعي لتناول القهوة مع صديق و قضاء بعض الوقت الممتعز.
• الرعاية الذاتية الجسدية
مثل اعتماد ممارسة روتين حياتي صحي يمكنك الالتزام بها ، كاختيار الأطعمة الصحية والمغذية ،ممارسة الرياضة و النوم .
• الرعاية الذاتية الروحية :
مثل حضور الندوات و التطوع في المؤسسات الدينية ، أو قضاء الوقت في تأمل الطبيعة ، أو الاحتفاظ بدفتر الشكر والامتنان لحصر النعم و الموارد لديك .
• الرعاية الذاتية الاجتماعية
الحياة و الروابط الإجتماعية تصب في محيط الرعاية الذاتية بشكل أساسي ، ولكن في كثير من الأحيان – خاصة مع إزدياد مشاغل الحياة – يكون من الصعب تخصيص وقت للأصدقاء ومن السهل إهمال علاقاتك الإجتماعية .
لحسن الحظ لا يوجد عدد معين من الساعات يجب تخصيصها لأصدقائك للعمل على بناء علاقات طيبة و روابط وطيدة; فكل شخص لديه احتياجات اجتماعية مختلفة، والمفتاح لرعاية ذاتك هو معرفة ما هي احتياجاتك الاجتماعية وتخصيص وقت كافٍ في جدولك لإيجاد حياة اجتماعية مثالية بالنسبة لك .
تطوير خطة الرعاية الذاتية الخاصة بك
يمكن تطوير خطة، و تعد خطة الرعاية الذاتية الأكثر فعالية هي التي تكون مصممة خصيصًا لحياتك وفقا احتياجاتك اشخصية .
كما يمكنك تخصيص خطة للرعاية الذاتية كإجراء وقائي للتأكد من عدم تعريض نفسك للإرهاق والتوتر أكثر من اللازم أو كخطة للمساعدة الذاتية عند اللزوم.
يمكنك الإستعانة بالخطوات التالية أثناء قيامك ببناء خطة الرعاية الذاتية الخاصة بك :
- خصص وقتًا للتخطيط:
حتى عندما تشعر أنه ليس لديك وقت لوضع خطة لرعاية الذات ، تذكر أن بجعلك لرعاية الذاتية أولوية، ستجد أنك قادر على العمل و ممارسة أدوارك الحياتية بشكل أكثر فعالية وكفاءة.
• قيم احتياجاتك:
ضع قائمة بالأجزاء المختلفة من حياتك والأنشطة
الرئيسية التي تشارك فيها يوميا مثل : العمل والدلراسة والعلاقات
لبإجتماعية والأسرية .
قيم مجالات حياتك :
قم بتقييم مجالات حياتك التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام وأنواع الرعاية الذاتية التي تفتقد إليها .
• دون الضغوطات :
ضع في اعتبارك الجوانب الضاغطة لهذه المجالات ،التي قد تسبب لك التوتر وفكر في بعض الطرق المناسبة لك ،لمعالجة هذه الضغوط.
• استراتيجيات رعاية ذاتية:
يجب أن تشمل خطتك علي بعض الأنشطة التي يمكنك القيام بها والتي تساعدك على الشعور بتحسن في هذه المجالات من حياتك.
مثل : قضاء الوقت مع الأصدقاء أو وضع حدود لطاقتك و لعلاقاتك لبناء علاقات اجتماعية صحية.
• ضع خطة للإنتكاس :
عندما تواجه الصعوبات في تنفيذ الخطة ، أو فجأة
اكتشفت أنك قد أغفلت جانبا مها من مجالات حياتك .أرجوك لا تتوقف و قم
بالعمل علي الخطة الأساسية و قم بإضافة التغييرات اللازمة.
- خطة بديلة – plan B:
- طور خطة إحتياطية في حال لم تستطيع الإلتزام بالخطة الأصلية أو فقدت نشاطك كأن : تلتزم بممارسة أساسية أو إثنين من الخطة الأصلية ، حتي تسترد كامل طاقتك و تعود لمماراساتك المعتادة.
• خطوات صغيرة :
ليس عليك معالجة كل شيء دفعة واحدة. حدد خطوة أو إثنتين صغيرة يمكنك الالتزام بها لتبدأ في رعاية نفسك بشكل أفضل.
كلمة أخيرة
حتما أنت لا تريد الانتظار حتى تصل إلى نقطة الانهيار و التي قد تفقد معها الكثير.الأفضل بدلا من الندم هو البدأ من الآن.
الهدف
الرئيسي من الرعاية الذاتية -خاصة في ذلك العصر -هو اتخاذ خطوات يومية
-مهما كانت صعيرة و لكن ثابتة- للتأكد من حصولك على ما تحتاجه من أدوات و
طاقة لازمة تجعلك أكثر قدرة علي التعامل مع الضغوط والتحديات التي تواجهها
في حياتك اليومية.
يمكن لمتطلبات و طبيعة حياتك اليومية ،شخصيتك، عمرك أن يحدد نوع الرعاية الذاتية التي قد تحتاجها أكثر من غيرها .
فإن
الرعاية الذاتية ليست استراتيجية واحدة تناسب جميع الأشخاص, علي العكس
تحتاج خطة الرعاية الذاتية الخاصة بك إلى تخصيصها وفقًا لاحتياجاتك وأحداث
حياتك الحالية .
فعلي سبيل المثال : قد تحتاج حياة الطالب الجامعي
ذو العلاقات الإجتماعية الجيدة الذي يعاني من ضيق الوقت و إنشغال الذهن
طوال الوقت إلى التأكيد على الرعاية الذاتية الجسدية و الروحية .
من
ناحية أخرى ، قد يحتاج الشخص المتقاعد إلى تخصيص المزيد من الوقت للرعاية
الذاتية الاجتماعية في جدوله الزمني للتأكد من تلبية احتياجاته الاجتماعية.
و
قد تحتاج الأمهات التي تعاني من تعدد المسئوليات و الأدوار إلي التخطيط
لنيل رعاية ذاتية عاطفية و نفسية .. و هكذا حتي ننعم جميعا بحياة متوازنة و
راحة بال .
كما يمكنك طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، عبر التواصل مع فريق من أكفأ الأطباء
والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم ، احجز جلستك الآن وأبدأ رحلة الاستشفاء، وللمزيد من المعلومات التي تخص