موضوع تعبير عن الأم وفضلها بالعناصر

سوف يحل علينا قريباً في هذه الأيام مناسبة سعيدة وهي عيد الأم، لذا فقد حرصت اليوم على أن أكتب عن الأم وأهميتها في حياة أولادها وفضلها وواجبنا نحوها، ونحن نعلم أن 21 من شهر مارس هو اليوم الموافق لعيد الأم، ولا ينسى أحد هذا اليوم العظيم والأم لا تحتاج ليوم واحد لتكرم به، فالأم هي نبع الحنان وإشراقة النور في حياة أبنائها، ولكنها هي الحنان الحقيقي الذي يتجسد في صورة إنسان فهي الطريق الوحيد لتحقيق السعادة في حب الله، وديننا الإسلامي كرم الأم وحفظ لها مكانتها العظيمة، فهي التي حملت وأنجبت وربت وصحت وتحملت الكثير حتى تسعد أولادها، وعملت أولادها جيداً على أن تخرج جيل فاضل يقدم الحب والخير والعطاء الكثير وقلبه مليء بالإيمان، سواء كان في الإيمان أو في رحاب الله، كما أنها تمكنت من إخراج جيل يمكن الاعتماد عليه ولديه قدرة على تحمل المسئولية ولديه انتماء للوطن.
وضع الله عز وجل الجنة تحت أقام الأمهات لمن بر أمه وتحمل الكثير في سبيل أن يكرمها ويحترمها، ويدرك جيداً أن مهما قدم لها لن يوفي لها حقها، فهي تحملت الكثير من المتاعب من أجلها، حتى يعيش عيشة هنيئة راضية، وقد أطاع الله واتبع رسوله هداه فهم الفائزين بحب الله.
خلق الله عز وجل الناس وجعلهم في مجتمعات ودول مختلفة، ومن أهم الأسباب وراء ذلك وهو بقاء المجتمعات والحفاظ على استمراريتها فهو وجود الأمهات، وقد وضح ديننا الإسلامي وجود الأم بين أولادها له أهمية كبيرة، وهذا لتقدير دورها السامي للنهوض بأجيال المستقبل، ولا يدرك الكثير ما هو فضل الأم؟ ما هو الطريق الصحيح للحصول على طاعتها؟ وهل يكون عيد الأم كافي لإعطاء الأم حقها، وحرص ديننا الإسلامي على بر الوالدين وأعطى للأم عناية فائقة، ويظهر ذلك عن طريق الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على طاعة الأم، وقد سار الصحابة على هذا النهج واتبع خط رسول الله، وحث الأبناء على تقدير الأمهات والحفاظ عليهم والعناية بهم، نظراً لأهمية الأم في تربية أجيال المستقبل وتوعيتهم، حيث تعد الأم هي المنبع الحقيقي والمدرسة التي يخرج منها الأولاد والبنات، لكي يتمكنوا من الاندماج في المجتمع ولا يقف دور الأم على هذا فقط ولكن يتعداه دور الوقاية والحماية للأطفال من التعرض للانحلال والتشرد واكتساب السلوكيات الخاطئة التي يتعرض لها الأبناء في حياتهم.
موضوع تعبير عن الأم وفضلها بالعناصر

فضل الأم

يعد يوم الواحد والعشرون من شهر مارس هو اليوم الخاص بالأم، فهو مخصص عيد للاحتفال بالأم ويقدم لها الهدايا، وفي الكثير من الدول يقام الاحتفال بهذا اليوم عن طريق تقديم الصلوات في الكنائس؛ لذا للإشارة لدورة مريم العذراء، وتخصيص هذا اليوم في المدراس لتحديث الطلاب عن أهمية الأم وفضلها العظيم على أولادها، كما تقوم الكثير من الجمعيات الخيرية بتنظيم زيارات خاصة في هذا اليوم لدار المسنين والعجة لكي يدخلوا السرور إلى قلوب هؤلاء الأمهات ولتقديم له الهدايا والاحتفال وتقدير الأمهات التي لا تجد ولد حاضن لهم في الكبر.
فالأم جوهرة ثمينة لا تقدر بثمن، ولا يعرف قيمتها إلا من جرب نار فقدنها؛ لذا فيجب على كل شاب وفتاة أن تكون هي الحاضن الأول لأمهاتهم عند الكبر، لأنها هي التي كانت الحضن الأول لكم منذ ولادتكم، فيجب على الأبناء طاعتهم ورعايتهم عندما يكبروا في السن ويحتاجون إلى المساعدة، وعدم وضعهم في دار العجزة والمسنين عندما يكبرون وهم بأمس الحاجة لكم، فهي تكون مجرد مأوى لهم دون عاطفة أو محبة فيها.

ما واجنبا نحو الأم؟

ذكر الحث على طاعة وفضل الأمهات في العديد من آيات كتابنا القرآن الكريم، التي جاءت نصوصها التي تدعو لطاعة الوالدين والإحسان لهم، وفرضت على كل عباده المسلمين بر الوالدين واجباً دينناً والأخلاقي وبالأخص الأم، وحث أيضاً على البر بالوالدين في الأحاديث والنصوص النبوية الشريفة، حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاعة الوالدين وبالأخص الأم، لما لها دور وأهمية كبيرة في حياة كل فرد، فهي الأم والمربية والمعلمة والحاضنة ونبع الحنان والممرضة، وتحملت الكثير وأنت في أحشائها لمدة تسعة أشهر.
ولقد جاء عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه العديد من الأحاديث التي توضح فضل الأم، ومنها "فعن هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال" يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أبوك).
وقد دعا الدين الإسلامي عن رعاية الأمهات وبرهم، وبالأخص في مرحلة الشيخوخة التي تكون تلك المرحلة من أضعف المراحل التي يمر بها الإنسان، ونهانا الله عز وجل عن الإساءة للوالدين، وجعلها إثم عظيم يحاسب عليه الفرد في الدنيا وفي الأخرة، حتى وأن كانت الإساء لفظية بقول أوف أو غيرها من الكلام والعبارات البغيضة، أو حتى إذا أساء الأبناء معاملة أمهاتهم، ولا يقتصر بر الوالدين في الإسلام في حياتهما فقط، وقد امتد حتى بعد وفاتهم، ويتم ذلك من خلال إعطاء الصدقة الجارية عن روحهما، والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، وأيضاً القيا بتأدية مناسك كلاً من الحج أو العمرة عنهما وصدقة لهم، وغيرها من الصدقات التي تكون في استطاعت الفرد منا.

الجنة تحت أقدام الأمهات

أن طاعة الأم جوهرة لا يلمس نورها إلا من رعاها وحافظ عليها، وينول البار بأمهم برضا ومحبة الله عز وجل، والفوز بجنته والفردوس الأعلى، ويحصل الأبن البار على السعادة في الدنيا وفي الأخرة، ويكثر الله رزقه وتحل عليه البركة في ماله، فالبر بأمه هو سر السعادة والطمأنينة وسر الراحة النفسية، وأن بر الأم هو من الأخلاق العظيمة والضرورية لتلائم وتكافل أفراد المجتمع، كما أن بر الأمهات وكفالتهم بالكبر قد يخفف عنهم أعباء الحياة والضغوط المادية الملقاة على عائق الدول، من تكاليف دار المسنين أو الضمان الاجتماعي وتكاليف اعالة وغيرها حتى تحفظ للمسن كرامته في المجتمع التي تكون أكثر عرضة للتهديد في بعض دار العجزة والمسنين، فالبر بالوالدين يساعد في التخفيف من خوف الوالدين من التقدم في العمر الذي يزعج الكثير حول مستقبلهم.
وطاعة الأم وبرها  لقد أوصانا الله عز وجل بأن نبر بأمهاتنا نحسن إليهم دائماً وقد قدر ذلك وجعل طاعتهم من طاعة الله، ورضا الأم من رضاهم، كما أنه من أحب الأعمال وأفضلها عند الله بعد تأدية الصلاة، فجعل بر الأم وطاعتها واجب على كل مسلم ومسلمة، وليس على المسلمين فقط ولكنه من الصفات الحميدة التي يتصف بها الإنسان، فجعله وقال الله تعالى في كتابه الكريم
(وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوادين احساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهم أف ولا تنهرهما وقل لهم قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً).
ومن أهم الأمور التي يجب القيام بها لبر الأم وطاعتها أن تخفض صوتك عند التحدث معهم بحيث لا يرتفع صوتك عن صوتهم، والإنصات لهم دائماً، وأن تكمن لهم كل التقدير والاحترام، ومن الضروري أن تكون طاعتهم بالمعروف وبما يرضي الله عز وجل، وعدم طاعتهم في حالة واحدة وهي معصية الله ولا إثم عند القيام بذلك، وفي هذا الوضع فيجب التحدث معهم بأدب ورفق، كما قال الله تعالى:
(وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعمها وصاحبهما في الدنيا معروفاً) 
ويجب أن تنفق عليهم وتلبي طالباتهم وتكفي حاجاتهم عند الكبر، وتقوم بتقديم الرعاية والعناية وبالأخص بعد التقدم في العمر، والمهم أن تقوم بزيارتهم دائماً والسؤال عنهم، وكثرة الدعاء لهم سواء كان هذا في حياتهم أو بعد وفاتهم، لما يحمله الدعاء من خير كبير له، والشكر والعفان لهم فإن القيام بشكر الوالدين وتقديرهم له أثر كبير عليهم، وأهم ثمرات بر الأم ورضاها هو تقديم المحبة والسعادة وتيسير أمورهم.

عقوق الأم والأب

لقد نهانا وحذرنا الله تعالى عن عقوق الأم والأب، وهي تعني بعدم طاعتهم وبرهم، وللعاق بأمه  صور كثير منها: التأفف في وجهه أمهاتكم ونهرهم، وقطع صلة الرحم والتكبر عليهم، والأفظع من ذلك هو الضرب والسب وتركهم في دار المسنين والكثير من الأمور السلبية والغير المستحبة التي تسبب غضب الأم عنك ، وكما ذكرنا في السابق أن طاعة الأم من طاعة الله عز وجل؛ فبالتالي أن عقوقهم يغضب الله، كما أن ديننا الإسلامي حرم عقوق الوالدين وجعله من أكبر الكبائر، والدليل على ذلك هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
"الا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً قالوا: بلى يا رسول الله، قال الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وجلس وكان متكئاً وقال: ألا وقول الزور قال: فما زال يكررها حتى قلنا" ليته يسكت" (البخاري).
فالأب والأم هم أعظم البشر، وطاعتهم واجب وأمر من الله وقد فرضه على عباده، فلا يمكن أن تكتمل العبادة عندما يكون الابن عاق بأمه وأباه ، ولا يقدره ولا يحترمه ولا يقدم لهم كافة احتياجاتهم من رعاية وعناية ومصروفات مالية، وأكدت كل ذلك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة؛ لذا فإن واجبنا تجاه أمهاتنا لا يقف على أحد ولا نستطيع حصره على أشياء معينة، ومن أهمها هو تقديم الطاعة لهم وأن تكمن لهم كل التقدير والاحترام، وعدم التذمر منهم عند التحدث فإن هذا يسبب لهم الحزن والأسى، ويكون بداخلهم خيبة للأمل، كما أن من الضروري أن تلتزم الأدب عند الحديث معهم، وتجنب أن تقاطع كلامهم وأن تقبل يديهم دائماً، وأن تدخل على قلبهم الفرح والسعادة، وأن تعنيهم في هذه الدنيا وتهتم بهم، وكون على وعي أن لا يوجد أي شخص في العالم سوف يقدم لك ما يقدمه والديك، فالأم تحملت الكثير من المتاعب في حياتها ومشاق الحمل والولادة، ولا نستطيع أن نتجاهل دور الأب العظيم فهو يعمل لتلبية احتياجات أبنائه، فهم يقدمون كافة الأشياء دون أن ينتظر أي مقابل، كما انهم لا يريدون شيء إلا أن يروا أولادهم فرحين وبأفضل حال.

الأم مدرسة

أن بر الأم من الأساسية التي دعا لها الإسلام بطريقة خاصة، وأكدته كافة الشرائع الإسلامية والأخلاق الفضيلة، فلا أحد على وجه الأرض يستحق منك الإحسان والبر والحنان والعطف أكثر من أمك فهي من سهرت على راحتك، وحرمت نفسها من ملذات الحياة لكي تمنح أولادها حياة كريمة، ولا أحد يتمنى لك الخير أكثر من والدتك، فهي التي تعطي بدون مقابل وهي التي تسهر على راحة أبنائها؛ وتقوم بكل ذلك وهي راضية بدافع الحب والخوف والتضحية؛ لهذا فإن طاعة الأم واجبة عليك فلا يجب أن تحزنها أو تعصيها.
وكما أمرنا الله إن الإحسان إلى الأم لا يقتصر فقط في حياتهم بل يمتد بعد وفاتهم، وهذا دليل على أن حقوق الأم لا يمكن أن تفي لهم ما قدمه لكم مهما عمل الأبناء من أجلهم، ومن الضروري أن يكون الإحسان لهما بصفة مستمرة، ويوجد الكثير من طرق الإحسان منها طاعتهم، وتلبية كافة احتياجاتهم وتلبية طلباتهم بإنفاق ما يحتاجون له من مال وأن تطلب لهم التواضع، كما يجب على الأبناء التعامل معهم بلين وأن تراعى فارق السن، وعدم مقاطعتهم عند التحدث، وأن ترفع من شأنهم ومكانتهم بقدر المستطاع، وعند التحدث معها بصوت منخفض فهذا دليل على احترامك لهم، وعلى عدم إزعاجهم في أوقات راحتهم وساعات نومهم، وعند التعامل مع الأم والأب يجب أن يكون الأبن لين في الكلام فلا يقسوا عليهم بالقول وأن يستخدم أعذب الكلمات بلسان جميل عند التحدث معهم، كما يجب على الفرد أن يتعامل مع أهله بكل إحسان وبالأخص إذا دخل الوالدين مرحلة الشيخوخة، ففي هذه المرحلة يصبح الإنسان مثل الطفل الصغير ويكون بحاجة لأقرب الأشخاص إليه، ومن الضروري عدم الاستياء من طلباتهم عند الدعاء لهما فدعاء لهما بمثابة عمل خير وله أجر كبير كما قال رسول الله 
"إذا مات ابن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" 
ويجب أن تكون صادق معهم ولا تزوغ الحقيقة وعدم مجادلتهم فيما يقولون، وقد اختص الله تعالى الأم في البر نظراً لتعبها خلال فترة الحمل والولادة، وسهرها ليالي طويلة لترضع أولادهم وتسهر لراحتهم، وبر الأم يكون في حسن مجالستها، وصلة رحمها وطاعتها.
وأن تنفق عليهم وتدخل السعادة والسرور على قلوبهم، وأن تقوم بالتصدق لهم وأن تدعو لهم الله أن يغفر لهم ويرحمهم كما ربياك صغيراً، وردت العديد من الآيات والأحاديث التي تحس الأبناء على بر الوالدين فالأب والأم هما أولى الناس بصحبة أولادهم، وهم من أكثر الأشخاص التي تتمنى لك الخير، حيث خصص الله سبحانه وتعالى باب من أبواب الجنة الثمانية وأطلق عليه باب بر الوالدين ولن يمر به إلا من بر والديه وحسن إليهما؛ لذا فإن طاعة الأم هو أول طريق لدخولك الجنة، ولكي تفوز بمحبة ورضا الله عز وجل عليك، وعلى أن تنجو من النار، وإن الابن الذي يبر وأمه ويحسن معاملتهم في الدنيا ويدعو لهم بعد وفاتهم ويكون لهم صدقة جارية، سوف يقوم أبنائه معه بهذا الشيء وسيبره كما بر والديه فأن الله لا ينسى أجر المحسنين، ولأن الجزاء من جنس العمل، من يطع وأمه سوف يكون بمثابة القدوة الحسنة لأبنائه حتى يفعلوا مثل ما قام به مع أمه وأبيه، والعكس أيضاً فمن كان عاق بأمه ولا يحسن لهم ولا يحسن معاملتهم سوف يعاقبهم الله من جنس العمل، وسوف يعقيه أولاده ويتخلون عنهم كما فعل هو مع والديه في السابق؛ لذا فيجب على كل شخص أن يبر ويحسن إلى أبيه وأمه، وأن يرحمهما كما ربياه صغيراً، وأن يكون لهم مثال الولد الصالح الذي يجلب لهم الخير والسرور، وأن يزيل عنهم الهم والغم ويكون همه في هذه الدنيا رضاهم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال