صلاة الاستخارة كيف نصليها ومتي نعرف نتائجها وكيفية دعاء الاستخارة

قد جاءنا نبينا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام حامل رسالة الإسلام إلى البشرية جميعها للخروج من الضلال إلى النور، فيدنا محمد هو سيد الخلق وخاتم الأنبياء، الذي عرف عنه أنه الصادق الأمين منذ ولادته ولم يكن يوماً يمارس عادات الجاهلية الذميمة لذلك هو سيد الخلق وأشرف المرسلين، وقد نزل الوحي على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في غار حراء في شهر رمضان وهو يتأمل في الكون فأنزل عليه جبريل عليه السلام أنه خاتم المرسلين، وحمل نبينا محمد إلينا رسالة الإسلام كاملة وعلمنا كافة الفروض وتعاليم الإسلام كي نكون مسلمين صالحين.
ومن أهم فروض الإسلام وأركانه التي فرضت على المسلمين هي الصلاة، وفرضت الصلاة في الإسراء والمعراج وهم خمس صلوات أساسية بمواعيد معينة وهي صلاة الفجر، وصلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء، ويجب على كل مسلم أن يلتزم في صلاته فقد أمرنا رسولنا الكريم وأمرنا بتعليم أبنائنا الصلاة من سن السبع، فالصلاة هي عماد الدين ومن أول الأشياء التي يسأل عنه العبد يوم بعوثه، فإن اكتملت الصلاة اكتمل العمل كله وإن لم تفعل ففسد العمل كله، وبجانب هذه الصلوات يوجد صلوات أخرى مسنونة يحبب فعلها كي يتم التقرب من الله سبحانه وتعالى وفعلها له أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، ومن هذه الصلوات صلاة التسابيح وصلاة التراويح وصلاة الوتر وصلاة التراويح وسنتي الوضوء وصلاة الأعياد وصلاة الاستخارة، وصلاة الاستخارة من الصلاة التي يفضل أن يفعلها العبد إن احتار في أمر ما، وفي هذا المقال سوف نقدم لكم صلاة الاستخارة وفضلها وكيفية القيام بها.
صلاة الاستخارة


تعريف صلاة الاستخارة

الاستخارة بالمعنى اللغوي هي الطلب المساعدة والاستعطاف لله عز وجل، وبالمعنى الاصطلاحي أن يطلب العبد من الله سبحانه وتعالى أن ييسر له حياته وأن يمن عليه الخير والبركة والصلاح في كل أمور حياته، فيطلب العبد من الله المساعدة في أمور حياته العملية أو الزوجية أو حياته العامة أو الإقدام على فعل أي شيء جديد، والاستخارة كما عرفها فقهاء وعلماء الدين بأنها التسليم بأمر وقضاء الله عز وجل والخروج من الحول والطول، فالاستخارة هي طلب المساعدة من الله عز وجل بإتيان الخير في الأمر الذي يحتار فيه العبد، فيطلب العبد من الله عز وجل الخير في الدنيا والآخرة، والطلب الخير من الله عز وجل يتطلب القرع على إحدى أبواب التقرب من الله عز وجل ولا يوجد من الصلاة فهي من أسمى العبادات التي يتقرب من خلالها العبد إلى الله ويطلب منه الرجاء والمغفرة، فالصلاة والدعاء فيهما تقدير كبير وثناء لله عز وجل، ومن المعروف أن بعد صلاة الاستخارة ينشرح صدر الإنسان بالهدى والتقوى والراحة، وهناك دعاء مخصص يتم قوله في صلاة الاستخارة وسوف نقدمه لكم فيما يلي.

دعاء صلاة الاستخارة

هناك دعاء لابد من قوله عند صلاة الاستخارة كي تكون الصلاة صحيحة،  عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ) ). رواه البخاري، وأكد علينا رسولنا الكريم محمد بن عبد الله أن لا يجوز أن ينقص أو يزيد أي شيء من هذا الدعاء لكي تكون الصلاة صحيحة.
وأجمع الكثير من علماء الدين والفقهاء أن صلاة الاستخارة ليست فرض بل أنها سنة مؤكدة عن رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، واعتمدوا في هذا الأمر على دليل واضح جداً وهو حديث نبينا الكريم في هذا الأمر وهو عَنْ جَابِرٍ وعن سعد بن أبي وقّاص، أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: " من سعادة ابن آدم استخارةُ الله، ومن سعادة بني آدم رضاهُ بما قضى الله، ومن شقوةِ ابن آدم تركُه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم سخطُه بما قضى الله ". صحيح البخاري.

متى تصلى صلاة الاستخارة

الهدف الأول والأخير من صلاة الاستخارة هي التقرب من الله عز وجل وطلب المساعدة والهداية وطلب الخير في أمور الدنيا والآخرة، والتخيير ما بين أمرين ويستجاب العبد إلى قضاء الله عز وجل وحكمه في هذا الأمر، ولكن لا يجب أن تصلى صلاة الاستخارة في أمور محرمة بالفعل فصلاة الاستخارة لا يجب أن تصلى بطريقة عشوائية، لذلك سوف نقدم لكم في النقاط الآتية الأمور التي يجب أن يستخير فيها المسلم ربه:
  • يجب أن تكون صلاة الاستخارة في أمور الدنيا المباحة للعبد التي يشعر فيها بالفعل بالحيرة مثل الزواج والسفر والشراكة والإقدام على عمل جديد وغيرها من الأمور، ولا يجب أن تكون الاستخارة في الأمور المحكم فيها بالفعل في القرآن الكريم والأحاديث النبوية أو التي اجتمع حولها العلماء ووصلوا إلى أمر معين فيها وذلك استناداً إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.
  • الأمور المحرمة بالفعل في القرآن الكريم وفي السنة لا يجب ولا مستحب أن تقوم صلاة الاستخارة بها فالمكروه لابد من تجنبه، والمحبب واجب الاستخارة فيه.

كيفية صلاة الاستخارة

  • أول خطوة في صلاة الاستخارة هي الوضوء فلا يجوز الصلاة بدون الوضوء سواء كانت سنة أو فرض.
  • النية ويجب أن تكون موجودة وليست باللفظ فقط بل يجب أنتكون النية نابعة فعلاً من القلب، فيجب أن يحدد العبد بينه وبين نفسه النية من هذه الصلاة وفيما يترجى العبد ربه وليس لازماً أن ينطق بها علناً.
  • يصلي العبد ركعتين ولا يجب من أن تكون من الفروض الخمسة بل أنها تطوعاً ويقرأ سورة الفاتحة ثم يقرأ بعدها سورة قصيرة ومن السنة أن يقرأ سورة الكافرون بعد الفاتحة في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية.
  • والتسليم يكون في الركعة الأخيرة مثل أي صلاة عادية، وبعدها يرفع العبد يديه إلى الله سبحانه وتعالى ويطلب الرجاء من الله سبحانه وتعالى ويطلب من الله أن يتمم الأمر الذي فيه خير ويبعد عنه الأمر الذي فيه شر.
  • يجب أن يتقين المسلم في قضاء الله عز وجل وحكمه في هذا الأمر وينصح بأن يتم النوم بعد هذه الصلاة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال