العاصفة الشمسية القادمة قد تسبب قطع الإنترنت لشهور
تغمر الشمس الأرض دائما بضباب من الجسيمات الممغنطة المعروفة باسم الرياح الشمسية. لكن الدرع المغناطيسي لكوكبنا يرد معظم هذه الرياح الكهربائية من إحداث أي ضرر حقيقي للأرض أو سكانها، وبدلاً من ذلك ترسل تلك الجسيمات نحو القطبين وتترك وراءها شفق قطبي جميل في أعقابها.
لكن في بعض الأحيان، كل قرن تقريبا، تزداد قوة هذه الرياح إلى عاصفة شمسية كاملة يمكن أن تؤدي إلى نتائج كارثية على طريقة حياتنا الحديثة.
باختصار، يمكن لعاصفة شمسية شديدة أن تتسبب بانقطاع الإنترنت عن العالم لأسابيع أو أشهر عدة في كل مرة تضرب عواصف شمسية قوية، وفقا سانجيثا عبده جيوتي، الأستاذ المساعد في جامعة كاليفورنيا.
ويشير الباحث إلى أن "بنيتنا التحتية ليست مستعدة لحدث شمسي واسع النطاق"، وذلك لأن العلماء يقدرون تأثير "الطقس الفضائي المتطرف" على الأرض بشكل مباشر بين 1.6 و12 بالمئة لكل عقد.
ففي التاريخ الحديث، تم تسجيل عاصفتين فقط من هذا القبيل: الأولى عام 1859، المعروفة باسم حدث كارينغتون، خلقت اضطرابًا مغناطيسيًا جغرافيًا شديدًا على الأرض بحيث اشتعلت النيران في أسلاك التلغراف، وشفق قطبي تم رصده بالقرب من كولومبيا الاستوائية (الشفق القطبي عادة ما يظهر فقط بالقرب من قطبي الأرض).
كما سجلت عواصف الصغيرة أيضًا، مثل تلك التي ضربت عام 1989، وأدت لقطع الكهرباء عن مقاطعة كيبيك الكندية بأكملها لمدة تسع ساعات.
منذ ذلك الحين، أصبحت الحضارة الإنسانية أكثر اعتمادًا على شبكة الإنترنت، ولا تزال التأثيرات المحتملة لعاصفة مغناطيسية أرضية هائلة على تلك البنية التحتية الجديدة غير معروفة إلى حد كبير.
لكن الخبر السار هو أن اتصالات الإنترنت المحلية والإقليمية من المحتمل أن تتعرض لخطر منخفض فقط، لأن كابلات الألياف الضوئية نفسها لا تتأثر بالتيارات المغناطيسية.
أما التأثير الفعلي سيطال كابلات الإنترنت الطويلة تحت البحر التي تربط القارات ببعضها. فهذه الكابلات تحتوي على أجهزة إعادة إرسال لتعزيز الإشارة الضوئية، متباعدة على فترات من 30 إلى 90 ميلاً تقريبًا (50 إلى 150 كيلومترًا). هذه المكررات عرضة للتيارات المغناطيسية الأرضية، ويمكن أن تصبح الكابلات بأكملها عديمة الفائدة إذا توقف مكرر واحد عن العمل.
وإذا تعطل عدد معين من الكابلات الموجودة تحت سطح البحر، فقد تنقطع قارات بأكملها عن بعضها.
إلى جانب ذلك، قد يفقد ملايين الأشخاص مصادر رزقهم نتيجة انقطاع الإنترنت لمدة طويلة، إذ يُقدر الأثر الاقتصادي لتعطل الإنترنت ليوم واحد في الولايات المتحدة بأكثر من 7 مليارات دولار.
وبحسب جيوتي، يجب على مشغلي شبكات الإنترنت التحضر جديا للتعامل مع تهديد الطقس الشمسي القاسي خصوصا مع توسع البنية التحتية العالمية للإنترنت. وفي خطوة أولى، يجب مد مزيد من الكابلات عند خطوط العرض المنخفضة.
إرسال تعليق